المقاومة الشعبية وضرورات المرحلة.

المقاومة الشعبية وضرورات المرحلة.

Loading

قبل المغيب..17ديسمبر 2025م..عبدالملك النعيم احمد…
…………………….
المقاومة الشعبية وضرورات المرحلة..
…………………….
إنتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة مدعومة بالمرتزقة القادمين من عدد من دول إفريقيا وكولمبيا وغيرها من مرتزقة العالم عندما تجاوزت المدن ودخلت إلي قري المواطنين الآمنة عقب إحتلال مدني كان هدفها المواطن البسيط والذي كانت تعلمه هو أن أهل القري غير مسلحين بل معظمهم لا يعرفه ولم تكن لهم تجارب سابقة في حرب مثل التي حلت فيهم وتجاوز فيها التمرد ليس فقط القوانين بل الأعراف والأخلاق فاقتحموا قري شرق الجزيرة وشمالها في اللعوتة وأب قوتة وذهبوا الي غرب الجزيرة في ود النورة وجنوب الجزيرة في مناطق الحوش والحاج عبدالله وودالعشا وحليوة وغيرها…فقتلوا المئات من غير مقاومة وكانت تجارب مريرة عاشها المواطنين ودفعوا فيها ثمناً غالياً…
مليشيا التمرد لم يكن بينها رابط إجتماعي مع أهل تلك القري والمدن التي إعتدت عليها ونهبت ممتلكات وخربت ما لم تسرقه وتمددت في الجرائم حتي إغتصاب الحرائر وبالأمس تحدثت إحصائية غير رسمية عما يقارب الألفين من حرائر السودان قد تعرضن للإغتصاب وتلك جرائم سوف تظهر نتائجها لاحقاً…
بعد دحر التمرد في مناطق الخرطوم والوسط بتكاتف وتعاون كبيرين من قوات حركات الكفاح المسلح والفوات المشتركة وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين إلتفتت القيادة العسكرية للدعم الشعبي غير المحدود للجيش الوطني خاصة أولئك الذين يخوضون المعارك بجانب الجيش ممن تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة…
كان لابد للجيش ان يستثمر هذه الوقفات الشعبية العفوية والمساندة الواسعة له من مكونات الشعب السوداني المختلفة والتي تجاوزت الأحزاب والقبائل والجهويات لتعلي راية الوطن عما سواها من رايات…فتوظيف أبناء الشعب السوداني لحماية أرضه وعرضه وماله بعد ما عاشه من هلع وشهده من جرائم وفظائع أصبح ضرورة ملحة لذلك تداعت كل الولايات وجمع مستنفريها تحت راية المقاومة الشعبية التي تعمل تحت مظلة الجيش وتأتمر بأمره ولكنه تظل حاضرة ورهن التعليمات العسكرية ليس فقط للإنتظار علي حدود القري والمدن لصد من يهاجمها فقط بل للانضمام في كتائب الجيش المتحركة لتحرير أرض البلاد التي مازالت تئن تحت سيطرة هذه المليشيا وأصبح مواطنوها أسري يدفع أهلهم المليارات حتي يخرجوا سالمين في عمليات أشبه ما تكون بتجارة الرق والإبتزاز…
بالأمس دفعت المقاومة الشعبية بما يزيد عن أربعة آلاف مقاتل تلقوا تدريباً عالياً لكتائب الجيش ومتحركاته ومما يلفت الإنتباه ان هؤلاء المستنفرين ينطلقون من قناعة الوطنية وتقديم الأرواح فداءاً للوطن ولا تحركهم مصالح دنيوية او أطماع في مال أو جاه أو سلطة لذلك تجدهم لا يبالون ولا يهابون الموت في سبيل الوطن…
إن تقوية المقاومة الشعبية وتدريب أفرادها والتمدد في دائرة إنتشار مهامها تحت مظلة الجيش سيحقق أهدافاً متعددة فسوف يرهبون المتمردين ولن يتجرأوا لدخول القري أو حتي المدن كما فعلوا في السابق وثانيا سيكونون ظهراً قوياً للجيش لسد أي ثغرة تبرز خلال الحرب…ولعل تجنيد عدد من الولايات لأفراد المقاومة الشعبية وإظهار القوة أمام المتمردين يعد هو الآخر دفعاً قوياً للجيش ودعماً حقيقياً ومعنوياً يمكنه من المضي قدماً حتي تحرير آخر شبر من أرض الوطن…