هل تعافت ولاية الجزيرة٠٠٠؟

هل تعافت ولاية الجزيرة٠٠٠؟

Loading

آخر الكلام
هاشم القصّاص

هل تعافت ولاية الجزيرة٠٠٠؟

بعد غيابٍ دام ثلاثة أشهر خارج الولاية عدنا إليها مع خواتيم هذا العام، سائلين الله أن يكون عامًا رخاءً وأمنًا واستقرارًا، وعامًا فيه يُغاث الناس.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة هنا وهناك في قطاع الخدمات على وجه العموم إلا أن ثَمّة ملاحظاتٍ واضحة على أداء بعض الوزارات.
فالناظر إلى ود مدني يجدها قد نهضت من تحت الركام والأنقاض بإرادةٍ صلبة وعزيمةٍ قوية لأهلها الذين أحبوا ترابها وعشقوها عشقًا صادقًا فكان الإصرار الشعبي هو الشرارة الأولى للنهوض والمضي قدمًا نحو التعافي والاستقرار.

لكن ورغم ذلك ما تزال الصورة غير مكتملة المعالم فالتعافي الحقيقي لا يُقاس بالمظاهر وحدها بل بمدى كفاءة الخدمات وجودتها.
ففي مجال الطرق وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يُعقل أن يظل شارع المستشفى وهو شريان حيوي وحساس طوال هذه الفترة في أسوأ حالاته تعتريه أكثر من عشر حُفر عميقة تشكّل خطرًا حقيقيًا على الأرواح والممتلكات.
الأمر لا يحتاج أكثر من جولة ميدانية للسيد الوزير وتوجيه مباشر لإدارة الطرق والجسور بالمعالجة العاجلة حتى ولو بصورةٍ مؤقتة تحسّبًا للحوادث وحفاظًا على سلامة المواطنين ولا أجد مبررًا واحدًا لاستمرار هذا الإهمال حتى كتابة هذا المقال٠
وتمتد الملاحظات كذلك إلى القطاع الصحي حيث ما تزال بعض المرافق تعاني نقصًا واضحًا في الاحتياجات الأساسية لا سيما في مجال الهندسة الطبية. فغياب أجهزة حيوية مثل الرنين المغناطيسي وأجهزة الكشف الحديثة يفرغ الحديث عن تعافي الخدمات الصحية من مضمونه الحقيقي هذه ليست كماليات بل أدوات تشخيص أساسية تُنقذ الأرواح وتخفف معاناة المرضى.
نعم عادت الحياة إلى ولاية الجزيرة وعادت الحركة إلى شوارع ود مدني لكن ما نحتاجه اليوم هو عقلٌ مُدبِّر ورؤيةٌ شاملة تُكمِل ما بدأه المواطن بعزيمته وصبره نحتاج إلى تفكير خارج الصندوق وإلى إدارة حديثة تُدرك أن المدن لا تُدار بردود الأفعال بل وفق خطط علمية تراعي الاستدامة والتحديث والعمل على محاور الجودة.
وفي الختام وبصراحةٍ اعتادها أهل ود مدني شغل الدراويش لا يُجدي المرحلة القادمة لا تحتمل العمل العشوائي ولا الحلول المؤقتة نحن في حاجةٍ ماسة إلى التحديث المستمر والعمل الجاد على محور الجودة
نحتاج إلى الكيف لا الكم…
فبذلك وحده يكتمل التعافي وتستعيد الجزيرة مكانتها التي تستحق.