![]()
كتب :عبد اللطيف الفكي
تساؤلات حول مشروع الجزيرة..!
————
هل مشروع الجزيرة ومنذ إنشاءه وحتى الآن ظل بلا قوانين اولوائح ؟
أم افتقر الي فهم وتطبيق القانون ؟
وقبل الحديث عن الورشة الأخيرة.. وسرد تفاصيلها وما قيل فيها يجب طرح عدة نقاط :
وهل هى مناسبة من حيث التوقيت خاصة انه ليس هناك تمثيلا شرعيا للمزارعين نابعا من قواعدهم وله حق التصرف والتحدث إنابة عنهم .
* هل يمتلك موظفي مشروع الجزيرة حق تعديل القانون .. او بصورة أدق هل يمتلك موظف ( وهو ليس شريك او مساهم ) حق تغيير قانون مؤسسه هو موظف فيها ويعمل نظير أجر ومخصصات محدده .
* هل التوقيت نفسه والبلد تخوض حربا وجودية وتفتقر الي المؤسسات البرلمانية مناسبا .
* هل نحن مطمئنين الآن الي خلو الخدمة المدنية ونظافة مؤسساتها من المندسين والعملاء والطوابير وأصحاب الأجندة الخبيثة خصوصا في ظل إختراق عملاء الجنجويد ومعاونيهم لأجهزة الدولة ولنا عبر كثيرة في ذلك .
اولا .. دعونا نتطرق لقضية الملاك أصحاب الأرض الذين توارثوها أبا عن جد وفق القانون والدستور السوداني وحتي أن المستعمر عندما أراد إنشاء مشروع الجزيرة علي أرضهم لم يتجاوز ملكيتهم للأرض وأقرها لهم وأنصفهم بإعطاءهم أجرة أرضهم عن كل سنه ولكل فدان وعجزت الحكومة بعد ذلك عن الإيفاء بقيمة الإيجار وتوقفت عن دفعه لسنين طويلة وهذا حق للملاك مكفول بالقانون ولا يسقط .. وأشير هنا إلى أن هذه القضية لا تحتاج إلي جهد لإثبات أحقية الملاك في التصرف في أملاكهم .
فما الداعي والغرض من الدعوة لتحويل ملكيتهم الخاصة إلى ملكية الدولة ؟ وماذا أنتم فاعلون إذا رفض الملاك هذا الأمر وبالقانون ؟
إحدي فقرات الورقة الثانية تحدثت عن ضبط الغيط والمحددات الفنية والتركيبة المحصولية وعندما تسمع حديث الإدارة عن هذه الفقرة يتبادر الي ذهنك أن الدولة ممثلة في إدارة مشروع الجزيرة قامت بواجبها كاملا ولم يتبقي لها إلا هذه الفقرة لتحقق النجاح والمثير للسخرية انها إدارة (قاعده في السهلة ) لا تمويل لا ري لا إرشاد زراعي لا وجود فاعل في الغيط .. وأكبر دليل علي ذلك هذا ما تم زراعته قمحا لهذا الموسم لا يتعدي ربع المساحة التأشيرية التي صرح بها السيد المحافظ ( والغيط موجود ) ( نمشي معاكم نحسبها طواااالي ) وكدي ورونا يا ساده يا أفندية المزارع لم يجد التمويل للقمح يعني ما يزرع ارضه التي تعب وأنفق فيها وقام بتحضيرها ..
وإذا قمنا بإسقاط هذه الفقرة علي العروة الصيفية ( وأحسن نسكت ) لأنها أسوأ بكثير .. وعلي العموم الطريقة الأمنية وضبط هذه الفقرة بالقانون غير ممكن للأسباب الآتية :
* هذه الفقرة لا تأخذ في الحسبان الانفجار السكاني وزيادة عدد الأسر المنتفعة من الحواشة وحاجتهم للغذاء والحبوب أكثر من المحاصيل الاقتصادية .
* المزارع يزرع وفق مقدرته المالية وإستطاعته في ظل عدم وجود التمويل ومن عجز عن توفير التمويل للمزارع لا يمكنه ان يحدد له نوع المحصول او يلزمه بزراعة محصول معين .
* المزارع يزرع المحصول الذي يستطيع أن يتعامل معه في ظل غياب الإرشاد والوقاية والدعم الفني واللوجستي عن الغيط تماما .
* المزارع محتاج لمحصول الذرة لأنه عنده كوم عيال وأسرة عايزة طحين ( دقيق كسرة ) .
* هنالك مشاكل في التربة مثل النجيلة ( والبوده خرابة المسور ) والملوحة وإمكانية الري تؤثر في قرار المزارع .
* علي الادارة ان تقف الي جانب المزارع بشراكة حقيقية ومنتجة لا أن تقف في طريقه وتحجمه .
المسكوت عنه ..
دعونا نتجاوز هذه الفقرة الي أهم بند لم يذكر ولم يتحدث عنه أحد ( مسكوت عنه ) وهو التعديات علي البراقين والمساحات التي تتخلل النمر والترع والمياجر والتي لم يتركها من خطط المشروع عبثا ( وعدم فهم ) وهذه بالذات أصبحت سكنا مستديما وشبه قري . والقناطر التي أصبحت دكاكين وأسواق ومحلات تجارية تعيق حركة آليات التطهير والحفر . وايضا المزارع الخاصة التي قامت علي جانبي المياجر والترع وتوصيلاتها العشوائية بتصديق وبدون تصديق مما يؤدي الي حرمان اهل الحق المزارعين من التمتع بحصتهم من المياه وذهابها خارج الدورة الزراعية ( وشفشفتها قبل ان تصل اليهم ) . فماذا انتم فاعلين تجاه هذه التعديات والمخالفات ومن يضبطها وهل ايضا السبب فيها المزارع ؟
هذا غيض من فيض من المسكوت عنه والذي لم يتطرق له المتحدثون وحملة الشهادات العليا والدرجات الرفيعة في الهندسة والزراعة والري .
ولكن تظل عين المزارع بصيرة (ويده ليست قصيرة ) ونظرته ثاقبه وعقليته مدركة وإحاطته بما حوله شاملة وكاملة ونيته صادقة .. واليوم ليس كالأمس ونفس المدارس والجامعات والكليات والمعاهد التي تخرج منها المنظرين وأصحاب القلم الازرق والأحمر والأخضر والأسود قد درس وتخرج منها أبناء المزارعين وكل من يعتقد بأن المزارعين مجرد جهلة وانه من السهل ترويضهم عبر تعديل وفرض القوانين بصورة آحادية تحقق طموحاته واحلامه فعليه ان يراجع إعتقاده هذا ويعيد التفكير فيما يخطط له .. وليس فخرا أن أبناء المزارعين تعلموا وعلي سبيل المثال لا الحصر أصبحوا أطباء ومستشارين وقضاة ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعات ومحاسبين ومدراء وتقنيين وضباط برتب رفيعة في الجيش والشرطة والأمن وصحفيبن وإعلاميين ومفكرين كل هذا بالإضافة الي أنهم مزارعين ورثوا المهنة عن آبائهم وجدودهم وعملوا بها منذ نعومة أظافرهم ( فكيف تتم سواقتهم بالخلا ) .
كسرة صغيرة ..
الجزيرة أرض النضال وأرض العلم والحلم والخير والحضارة وطيبة النفس وعزتها وشموخها وكبرياءها ورائدة الاستنفار والجهاد .. وواهم من ظن أنها أرض سهلة المنال وعليه أخذ العبرة من تماسك وتكاتف ونفرة أحفاد ود حبوبة لطرد الغزاة البغاة .
عبداللطيف الفكي
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥م