مرحلة حاسمة بمعارك كردفان.. كيف ردت الدعم السريع على مبادرة الحكومة للسلام؟

مرحلة حاسمة بمعارك كردفان.. كيف ردت الدعم السريع على مبادرة الحكومة للسلام؟

Loading

طرح رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أمام مجلس الأمن الدولي أمس الإثنين، خطة لتحقيق السلام، مؤكدًا أنّ السودان دفع ثمنًا باهظًا بسبب النزاع المستمر.

وتتضمّن خطة السلام “وقفًا لإطلاق النار تحت رقابة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية على أن يتزامن معه انسحاب الميليشيا المتمردة من كافة المناطق التي تحتلها” و”نزع سلاحها”.

كما دعا إلى “حوار سوداني سوداني خلال الفترة الانتقالية” للاتفاق على أسس الحكم، على أن تختتم المرحلة الانتقالية بانتخابات عامة تحت رقابة دولية.

وأعرب إدريس عن أمله في الحصول على “دعم غير مشروط” من أعضاء مجلس الأمن لهذه الخطة “المكمّلة لمبادرة السلام السعودية الأميركية المصرية”.

“طرح أقرب إلى الخيال”

وأوضح مراسل التلفزيون العربي في أم درمان وائل محمد الحسن أنّ مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق ردّ في تغريدة على مقترح إدريس، قائلًا إنّها “ليست سوى إعادة تدوير لخريطة الطريق التي سبق وطرحها الجيش السوداني والحكومة السودانية، ووصفها بأنّها “خطاب إقصائي متهالك”.

وأضاف طبيق أنّ الحديث عن انسحاب “قوات الدعم السريع” من مناطق سيطرتها ووصفها بـ”الميليشيا طرح أقرب إلى الخيال منه إلى السياسة، ويعكس انفصالًا كاملًا عن الواقع”، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه المبادرات “لا تضع حلولًا بل تُستخدم كأدوات تضليل للمجتمع الدولي وإيهام الشعب السوداني بوجود مسار سياسي”.

تصعيد ميداني

وبالتزامن مع الحراك الدبلوماسي، تشهد الساحة السودانية تصعيدًا ميدانيًا حيث تتسع رقعة المواجهات المسلّحة وسط تعقيد الأوضاع الإنسانية، لا سيما في إقليم كردفان.

وأشار مراسلنا إلى أنّه خلال الساعات الماضية دخل التصعيد مرحلة جديدة مع انتقال العمليات إلى جنوب كردفان، إذ نفّذت قوات الجيش السوداني ضربات باستخدام الطيران المسيّر استهدفت منطقتي برنو والمحفورة.

وأفادت مصادر عسكرية بأنّ الضربات أسفرت عن تدمير عدد من المركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، وهو ما أكدته مشاهد مصوّرة نشرها جنود من “الدعم السريع” للمركبات المُدمّرة.

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، إنّها سيطرت على بلدة عَلُوبة في الحدود بين محليتي شيكان والرَهَد شمال كردفان، وذلك بعد ساعات من نشر الجيش السوداني مشاهد توثّق استعادة سيطرتِه على البلدة التي تُعدّ استراتيجية ومُهمة لسير المعركة في كردفان.

كما تعرّضت مدينة كادوقلي لاستهداف من قبل قوات الدعم السريع التي تواصل بدعم من عناصر من الحركة الشعبية – قطاع الشمال، فرض حصار مشدد على مدينتي كادوقلي والدلنج، ما أدى إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والغذائية، بالتوازي مع استمرار موجات النزوح.

ووفق منظمة الهجرة الدولية، من المتوقع أن يصل عدد النازحين من مدينة كادوقلي وحدها إلى نحو 100 ألف شخص، في حال استمرار العمليات العسكرية في ولاية جنوب كردفان وعدم تحسن الوضع الأمني. وتشير المعطيات إلى أن موجات النزوح تتجه نحو مناطق هبيلة، إضافة إلى ولاية النيل الأبيض ومدينة كوستي.

وأسفرت الحرب المتواصلة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت بنزوح نحو 12 مليونا، وأدت إلى “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم بحسب الأمم المتحدة.