في وقت ترفض السعودية التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتَي حضرموت والمهرة باليمن، تُرحّب الحكومة اليمنية -المُعترف بها دوليًا- بموقف الرياض.
وتقول الحكومة اليمنية إن أي تحركات عسكرية خارج الأطر الدستورية ستُلقي بأعباء ثقيلة على كاهل البلاد في ظرف بالغ الحساسية.
السلطات في شبوة “تؤيد” المجلس الانتقالي الجنوبي
وقد حذرت وزارة الداخلية مُنتسبيها من قوات الأمن والشرطة من الانتماء لأي أحزاب أو هيئات سياسية، وعدم تسخير أجهزة الدولة لتحقيق أهداف أو مصالح حزبية أو مناطقية أو طائفية.
ورغم ذلك ترتفع أصوات تؤيد “الانتقالي الجنوبي“، فالسلطات المحلية في مدينة شبوة -التي كانت قبل سنوات في صف الحكومة اليمنية- أكدت تأييدها للقرارات والإجراءات الصادرة عن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي.
وتقول السلطات في شبوة، وسط البلاد، إنها امتداد ومسار سياسي مشروع، وفق تعبيرها.
وفي الأثناء، يؤكد مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي على وحدة اليمن، وسلامة أراضيه، ودعم الجهود لخفض التصعيد بقيادة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
“انقلاب الانتقالي الجنوبي يذكر بما فعله الحوثي”
وفي هذا الصدد، يؤكد الأكاديمي والمحلل السياسي خالد باطرفي أن “انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي بتحركات عسكرية مفاجئة يُذكّر بما فعلته جماعة الحوثي في السابق”، لافتًا إلى أن “موقف السعودية من هذا التمرد هو موقف رافض، كموقفها من تمرد الحوثي”، وفق تعبيره.
ومن جدة، يرى باطرفي في حديثه إلى التلفزيون العربي أن مشكلة الجنوب شبيهة بمشكلة الحوثيين، “لكونهم يعلمون أنهم لو خرجوا للشارع ولجأوا إلى صناديق الاستفتاء سيخسرون”.
وتابع باطرفي أن قضية جنوب اليمن لا يمكن أن تُعالج بـ”اختطاف السلطة من جانب فئة لا تمثل إلا نفسها”.
برأيه، على الجنوب الانتظار إسوة بما حدث في جنوب السودان، عندما تدخلت الأمم المتحدة وأُجري استفتاء قرر من خلاله المواطنون مصيرهم.
“الانتقالي مُرتاح لبيان السعودية”
أما القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، فيجزم في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة أن “الانتقالي الجنوبي” يملك الشرعية بامتلاكه نصف مجلس القيادة الرئاسي، ونصف الحكومة اليمنية، وفق قوله.
ويشير صالح أيضًا إلى أن 21 وزارة أيدت وباركت في الأيام الماضية إجراءات “الانتقالي الجنوبي”، مشددًا على أن “الشرعية تكون لمن يمتلك الغلبة على الأرض”.
ويلفت إلى أن “المجلس الجنوبي لا يرى أي إدانة في مواقف السعودية والإمارات، ويشعر بارتياح تجاه كل ما صدر، كما أننا لسنا في وارد إعلان فك الارتباط حاليًا”، مردفًا أنهم “ضد التصعيد ومع التهدئة”.
“الانتقالي الجنوبي لا يمثل الجنوب”
“وترفض حضرموت وشبوة ومهرة وسومطرة إجراءات الانتقالي الجنوبي، ويؤكدون التزامهم بالشرعية تحت مجلس القيادة الرئاسي”، وفق حديث رئيس التكتل الإعلامي بمحافظات اليمن الشرقية عمر بن هلابي للتلفزيون العربي.
ويؤكد هلابي من تورنتو، أن جميع مكونات حضرموت أصدرت بيانات اليوم أيدت فيها بيانَي السعودية والسلطة المحلية في حضرموت المتمثلة في المحافظ، مشيرًا إلى أن محافظ حضرموت يطالب بإخراج المليشيات منها.
ويرى هلابي أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل شعب الجنوب، ولا قرار له، مشددًا على أنه “مجرد أداة بيد دولة وظيفية، يسعى لإشعال حرب أهلية في حضرموت والمهرة”، على حد تعبيره.
