![]()
اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية، مساء الجمعة، بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب عملية مزدوجة نفذها فلسطيني في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي، بأنّ آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي دخول قباطية و”الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية مركزة”.
اقتحام إسرائيلي لبلدة قباطية
وأمر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بشنّ عملية في بلدة قباطية بالضفة الغربية المحتلة، التي يتحدر منها منفذ العملية المزدوجة التي قُتل فيها إسرائيليان.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: “أصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة وفورًا ضد قرية قباطية التي خرج منها الإرهابي القاتل، من أجل تحديد مكان كل إرهابي وإحباطه وضرب البنية التحتية الإرهابية في القرية”، حسب البيان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد تحدث أن المهاجم كان موجودًا في إسرائيل بـ”شكل غير قانوني”، مؤكدًا أنه “تسلل قبل عدة أيام”، حسب قوله.
“تعبير عن حالة الغضب الشعبي”
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة، أن العملية المزدوجة التي وقعت في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر تأتي تعبيرًا عن حالة الغضب الشعبي المتراكم، ونتيجة مباشرة لجرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان لها، إن المقاومة بجميع أشكالها تمثل حقًا مشروعًا كفلته القوانين الدولية والشرائع الإنسانية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، متسائلة: كيف لشعب يتعرض لسياسات الإبادة الجماعية والعدوان والاستيطان ومحاولات تصفية قضيته أن يصمت في وجه الاحتلال.
وحذرت حماس الاحتلال من الاستمرار في سياساته العدوانية، مؤكدة أن جرائمه لن تحقق له الأمن، وأن محاولات كسر إرادة الشعب الفلسطيني مصيرها الفشل، مشددة على أن الشعب الفلسطيني أثبت عبر تاريخه تمسكه بخيار المقاومة ما دام الاحتلال قائمًا.
ودعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى تعزيز وحدته وصموده في مواجهة الاحتلال، كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والخروج عن صمته تجاه معاناة الفلسطينيين، والعمل الجاد لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبته على انتهاكاته المتواصلة.
وفي السياق ذاته، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالعمليتين اللتين وقعتا في منطقتي بيسان والعفولة، وأسفرتا عن مقتل إسرائيليين اثنين على الأقل، معتبرةً أنهما تأتيان ردًا على سياسة الإجرام المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة، في بيان، أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لن ترهبه إجراءات الاحتلال القمعية ولا حملاته المتصاعدة، مشددة على أن المقاومة ستستمر حتى نيل الحرية وتحقيق التحرير.
تفاصيل عملية العفولة
وبشأن تفاصيل العملية، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن العملية شملت دهسًا وطعنًا، وإن المشتبه به من بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية.
وقالت الشرطة إن “التحقيق الأولي يشير الى أن هذا كان هجومًا متدرجًا بدأ في مدينة بيسان حيث تعرّض أحد المارة للدهس”، مضيفة: “لاحقًا، تعرضت امرأة شابة للطعن قرب الطريق 71″، حسب قولها.
وأكدت خدمة الإسعاف “نجمة داود الحمراء” مقتل الرجل والشابة. وأوضحت الشرطة أنه “في نهاية المطاف تمت مواجهة المشتبه به بإطلاق النار بعد تدخل أحد المارة المدنيين” في مدينة العفولة، مشيرة الى أن المشتبه به نقل إلى المستشفى.
وبالتوازي مع اعتداءات جنود الاحتلال، يواصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية المحتلة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد أفاد أن شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2025 كان الأسوأ من حيث عنف المستوطنين منذ بدء توثيق هذه الحوادث عام 2006، حيث سُجّل 264 هجومًا أسفرت عن إصابات أو أضرار بالممتلكات. وتصاعدت الاعتداءات منذ بدء العدوان على قطاع غزة عام 2023.
واستشهد منذ بداية العدوان على غزة ما لا يقل عن 1028 فلسطينيًا على أيدي القوات أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.