![]()
في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف رسميًا بأرض الصومال “دولة مستقلة ذات سيادة”.
وبحسب بيان صادر عن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، فقد وقع نتنياهو ووزير خارجيته أوراق الاعتراف عن الجانب الإسرائيلي، في حين وقعها عبد الرحمن محمد عبد الله عن جانب ما تُعرف بـ”دولة بأرض الصومال”.
تنديد في عواصم عدة
ووفق البيان، فإن الإعلان يستمد شرعيته من روح اتفاقيات التطبيع، وفيه يشكر نتنياهو وزير خارجيته والقائمين على جهاز الموساد على جهودهم ومساهمتهم في تعزيز الاعتراف المتبادل بين الجانبين.
وسُمِع وقع صدى الخطوة الإسرائيلية المفاجئة في عواصم عدة، وَجَدت فيها أبعادًا تَصُبُّ في مكان آخر. حيث سارعت وزارة الخارجية المصرية بإدانة الخطوة، مُعلنة تلقيها اتصالات من وزراء خارجية الصومال وتركيا وجيبوتي، تناولت التطورات في القرن الإفريقي.
وشدد الجميع على رفضهم لخطوة نتنياهو الأحادية، مُؤكدين الدعم الكامل لوحدة وسلامة الأراضي الصومالية.
ومن مخاوف تداعيات الخطوة في الداخل الصومالي، لفت بيان الخارجية المصرية إلى ما قد يعنيه الاعتراف الإسرائيلي في الدوائر الدولية. وتؤكد القاهرة أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الصومال سابقة خطيرة وتهديد للسلم والأمن الدوليين.
كما تشدد القاهرة وشركاؤها على الرفض القاطع لأية مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، والذي ترفضه الغالبية العظمة لدول العالم، في إشارة إلى تقارير إسرائيلية سابقة كانت قد نشرها الإعلام العبري عن مخططات أميركية إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى أرض الصومال وبونتلاند.
ما علاقة الاعتراف بتهجير سكان غزة؟
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ إدارة النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، إبراهيم الخطيب، أن الخطوة الإسرائيلية لها علاقة بمباحثات سابقة مباشرة بشأن ترحيل سكان غزة الفلسطينيين إلى أرض الصومال، مقابل اعتراف تل أبيب بها.
ويجزم الخطيب، في حديثه إلى التلفزيون العربي من الدوحة، أنه يبدو أن نتنياهو حرص على أن يكون جانب من الاتفاق مرتبطًا بمستقبل قطاع غزة، خصوصًا أن الاعتراف جاء قبيل لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع المقبل.
ويضيف أن نتنياهو يريد إظهار أنه قام بخطوة للاعتراف بدولة غالبيتها مسلمة، ما يمنحه دفعة لوضع موطئ قدم في القرن الإفريقي دبلوماسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
خيارات مصر
ومن القاهرة، يتحدث أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، محمود زكرياء، للتلفزيون العربي عن السيناريوهات المصرية المحتملة، مؤكدًا أنها ستعمل على مزيد من التنسيق مع الحكومة المركزية الصومالية.
ويتوقع زكرياء أن تسعى القاهرة إلى وقف مزيد من الاعترافات من جانب دول أخرى في إفريقيا والقرن الإفريقي، وأنها “ستعوّل على علاقاتها الجيدة مع بعض الدول، وعلى رأسها جيبوتي وإريتريا”.
“وستهدف مصر إلى مزيد من التنسيق مع الدول المطلة على البحر الأحمر من خلال مجلس الدول الذي تشكّل في عام 2020، لمنع مزيد من الاعترافات ووقف التمدد الإسرائيلي في المنطقة”، على حدّ قول زكرياء.
“اختراق إسرائيلي كبير”
أما رئيس موقع “جيسكا” المختص بشؤون القرن الإفريقي، صهيب محمود، فيُشدّد من استوديوهات لوسيل على أن ما جرى اليوم يُعدّ “اختراقًا كبيرًا من إسرائيل” في الملف الصومالي، مشيرًا إلى أن الاعتراف جاء هذه المرة من دولة من خارج الإقليم.
ويقول محمود: “ما ساعد في الاختراق الإسرائيلي هو معاناة الصومال منذ نحو 30 سنة من الفشل في بناء دولة حقيقية، إضافة إلى الاحتقان السياسي في البلاد، ووقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم البعثة الأممية في الصومال”.
ويوضح أن الدور الإماراتي في القرن الإفريقي، وتواجدها في أرض الصومال، والتحركات المتسارعة في جنوب اليمن، إضافة إلى أحداث السودان، توحي بأن أرض الصومال قد تتحوّل إلى ساحة حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل.
