استحق صقور الجديان الثناء الذي غطى المنصات الإعلامية وغمر الأسافير، لما قدموه من أداء رائع في الشوط الثاني لمباراتهم أمام غينيا وتوجوه بنصر عزيز انتظرناه أكثر من 13 عاماً في البطولة الأفريقية الكبرى. ومثلما سلخناهم بسكينة ميتة اليوم نمدحهم وفيهم نتغزل لأنهم لعبوا برجولة ووضعوا السودان في حدقات عيونهم وأكدوا أن الانتصارات الكبيرة تتحقق بالحماس والغيرة والتحضير النفسي العالي. وظني أن نتيجة الأمس كان الفضل فيها بعد توفيق الله، للاعبين مثنى وثلاث ورباع، ثم للمدير الفني الصامت أبياه ثم لجمهورنا الوفي الذي يعرف كيف يتغنى باسم السودان في المدرجات العربية والأفريقية. والجهة الوحيدة التي لن نشكرها هي الاتحاد العام الذي اكتفى حيال الأزمة المالية بالوعود الكثيرة والتبريرات الفطيرة. ولم يزد عليها إلا بوجبة غداء من السيد الرئيس أرجو أن لا يصورها الإعلام المجامل أنها هي سر هذا الانتصار التاريخي عندها سننتظر قبل كل مباراة بصحن شية لكل لاعب وارد السودان وبوجبة بيرغر أو كنتاكي لكل لاعب وارد بلاد بره.
ولو أردنا أن نضيف للروح التي لعب بها الصقور نجد أن ضخ دماء جديدة للفريق كانت كلمة السر الحقيقية في هذا الفوز الغالي ولعل مشاركة الظهير الصاحي شادي والحريف عامر غيرت الكثير في تكتيكات كواسي أبياه بالإضافة لانتفاضة محمد عيسى الذي يبدو قد استحى من ظهور الباهت في الكثير من المشاركات السابقة وتذكر أنه تعلم الكرة في بلاد لم يتغذ لاعبوها على دمعة الجداد والبوش المصلح . ولايفوتنا أن نشكر صلاح عادل على الكرت الذي أراحنا من رعونته ومخالفاته البتفقع المرارة.
ليت ثم ليت ثم ليت تتفرغ اللجان المختصة بالتطواف على أكبر مساحة من الكرة الأرضية لاستقطاب لاعبين من أصول سودانية لديهم الرغبة في تمثيل بلدهم ونرجو أن يأتي يوم ونجد فيه كل المنتخب من الخط للخط من (سودانيين خواجات) ولدوا أو ترعرعوا في أوروبا وآسيا البعيدة والأمريكيتين، على الأقل سيحمل شعار الوطن لاعبون تخرجوا في المدارس السنية وتعلموا الكرة من مدرب دوغري لايجامل ولسانه أعوج، وضمن بيئة تربوية رياضية مثالية من خلال ملاعب مجهزة وتغذية تراعي تدرج العمر واحتياجات الركض والتفكير السليم.
جملة أخيرة
اشتهينا فرحك ياسودان واتمنينا شموخك فوق الأوطان
وزي مابكيناك فرقة وشتات وحرمان، بكرة نغنيك وحدة وسلام وأمان
اللهم أنصر السودان في كل زمان ومكان، وجنب أهله شرور القتلة وحزب الشيطان