![]()
يعود منسوب التوتر للارتفاع بين الصين وتايوان، مع إطلاق بكين مناورات “مهمة العدالة 2025“.
ووفقًا للجيش الصيني فإن قوات برية وبحرية وجوية إضافة إلى الوحدة الصاروخية تشارك في المناورات التي تطوق جغرافيا الجزيرة في 5 نقاط.
ولم يقتصر الاستنفار على المستوى العسكري، حيث حذرت الخارجية الصينية من أنّ أي تدخلات عابرة للحدود مؤكدة أنها، ستقابل برد حازم.
وبطبيعة الحال تلقفت تايوان سريعًا، الخطوة الصينية، وبمناورات “الرد العاجل” أعلنت وزارة الدفاع المواجهة وفق قاعدة المعاملة بالمثل.
أمّا الناطقة باسم مكتب الرئاسة التايوانية فسارعت لإصدار بيان أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لتجاهل السلطات الصينية المعايير الدولية واستخدامها الترهيب العسكري لتهديد الدول المجاورة بحسب الرئاسة التايوانية.
وتأتي المناورات الصينية التي تعد من المناورات الحربية الأكبر التي تجريها بكين منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة إلى الجزيرة، بعد 11 يومًا فقط من إعلان واشنطن عن صفقة سلاح مع تايوان تجاوزت قيمتها 11 مليار دولار.
هذه الصفقة أثارت حفيظة بكين، التي قرأت أيضًا في استعداد اليابان للتدخل في الجزيرة تجاوزًا للخطوط الحمر.
وعلى وقع أزيز رصاص المناورات المتبادلة تُظهر الصورة الموسعة ولادة أحلاف دولية متقابلة في المنطقة وهو ما أشار إليه موقع ” فوكس تايوان” الذي تحدث عن حلف تكتيكي صيني روسي مدعوم من كوريا الشمالية لتقييد التحركات العسكرية لليابان شمالًا وإشغال القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية.
ما الذي دفع الصين إلى إطلاق مناورات واسعة حول تايوان؟
وفي هذا الإطار، رأى الصحفي في مجموعة الصين للإعلام نادر رونج هوان أن ممارسات السلطات في تايوان وصفقة الأسلحة الأخيرة بين واشنطن وتايوان هي التي دفعت الصين إلى الرد عبر المناورات الأخيرة.
وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي من بكين إلى أن الصين تتخذ إجراءات لحماية والحفاظ على وحدة أراضيها، لافتًا إلى أن بكين تريد إظهار قوتها العسكرية وقدرتها على تنفيذ التوحيد الكامل للبلاد.
هوان قال إن بيع الأسلحة الأميركية يعد استفزازًا للصين لأنه عند إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن تعهدت الأخيرة بتقليص حجم المبيعات العسكرية لتايوان وصولًا إلى وقفها بالكامل.
السياسة الأميركية تجاه تايوان
من جهته، اعتبر كبير الباحثين في معهد الأمن القومي الأميركي ليستر مونسون أن الصين تختار تفسير بيع الأسلحة على أنها عملية استفزازية، إلا أنه ذكّر بأن الولايات المتحدة دعمت تايوان عسكريًا لعقود.
ولفت في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن إلى أن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن تايوان قادرة على الدفاع عن نفسها في أي مواجهة عسكرية مع الصين.
وشدد على أن السياسة الأميركية تجاه تايوان كانت ثابتة منذ أن بنيت العلاقات بينهما، معتبرًا أن أميركا تدعم حلًا سلميًا لعدم الاتفاق بين الصين وتايوان.
وقال إن الصين تحاول اليوم إظهار القوة عبر إجراءات العمليات العسكرية والمناورات بمحيط تايوان.
إجراءات تصعيدية ممكنة من الصين تجاه واشنطن
الباحثة في الشأن الآسيوي تمارا برو ذكّرت بأن صفقة الأسلحة الأميركية الأخيرة لتايوان هي الأكبر بينهما، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع تصريحات يابانية تقول للمرة الأولى صراحة بأن طوكيو ستتدخل إلى جانب تايوان بحال وقوع مواجهة.
ورجحت برو في حديث إلى التلفزيون العربي أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو من شجع رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايشي على الإدلاء بتصريحاتها الأخيرة بشأن تايوان والتي استفزت الصين.
برو التي أشارت إلى أن تايوان خط أحمر بالنسبة إلى الصين، قالت إنه عادة ما تتخذ الصين إجراءات عند تنفيذ صفقات أسلحة أميركية لتايوان كتكثيف المناورات والعقوبات على الشركات الأميركية التي لها علاقة بالصفقة، إضافة إلى وقف مشاورات مع واشنطن.
وقالت إن الصين من الممكن أن توقف مشاورات مع واشنطن لها علاقة بالتجارة أو غيرها بحال استمرار واشنطن باستفزاز بكين بموضوع تايوان.
.jpg)