ليتنا كنا أمينين وحافظنا على الثروات

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الصحفي الكبير الأستاذ ضياء الدين بلال في صفحته قبل عدة أيام مقالاَ طويلاََ أنقل منه مقدمته هذه للتعليق عليها.قال الاستاذ ضياء الدين:في حديث جانبي مع أحد سفراء الدول العربية المقيمين بالخرطوم، خفض الرجل صوته وهو يتحدث عن عيوب الشخصية السودانية، فملتُ عليه مبتسمًا، فقال لي: (سيجازي الله السودانيين خيرًا كثيرًا، لسبب بسيط ومدهش، وهو أنهم، من فرط أمانتهم، سيعيدون إليه كل الثروات التي منحها لهم في باطن الأرض وظاهرها، كاملة وسليمة، دون أن يأخذوا منها شيئًا)!إنتهى الجزء المقتبس من حديث الأستاذ ضياء الدين.وفي حديث السفير هذا الذي اسر به للإستاذ ضياء الدين إشارة لما يقوله السودانيون أنهم أكثر الشعوب أمانة.. وفي نفس الوقت إشارة تهكم من السفير إلى أن السودانيون لم يستفيدوا من الثروات التي أنعم الله بها عليهم..وانا هنا أقول للأستاذ ضياء الدين إن الأمر أسوأ من ما قال ذلك السفير!! صحيح أننا لم نستفيد من الثروات التي حبانا الله بها فالسودان به الأراضي الخصبة والمياه والمعادن والبترول والسواعد القوية والشمس المشرقة والسدود والمناخ المعتدل.. الخ، وهي ظروف وعوامل تجعله صالح لتربية الثروة الحيوانية وإنتاج المحاصيل الزراعية وإستخراج المعادن وتوليد الطاقة من عدة مصادر وكل هذه الثروات والمصادر العظيمة يمكن ان تبني عشرة دول عظمى من أغنى دول العالم وليس دولة واحدة ولكن هذا لم يحدث ولم تتم الإستفادة من هذه الثروات ورعايتها بالقدر المطلوب والمشروعات القليلة التي كانت موجودة في هذه المجالات تتراجع وتتدهور سنوياً وهذا ما عناه السفير.والمؤسف أكثر أننا لم نكن أمينين كما قال السفير لكي نحافظ على هذه الثروات ونتركها كما هي للأجيال القادمة فربما تكون الاجيال القادمة أكثر منا حكمة وتحسن إستثمار هذه الثروات، ولكن الذي حدث أننا بددنا هذه الثروات ولم نحافظ عليها وعلى سبيل المثال عجزنا أن نحافظ على أرض المليون ميل مربع وببدنا نصف المساحة وفصلنا الجنوب أغنى أراضي السودان إعتقاداً منا أن ذلك ينهي الحرب ولكن الحرب لم تنتهي حتى الآن وتهدد بمزيد من الإنقسامات.وهناك خطر كبير في الشرق يطمع في مياهنا وأرضنا ويحتلها ويزرعها سنوياَ بقوة السلاح رغماً عن أنفنا وله مخطط أكبر في الإستيلاء علي هذه الأراصي التي تعتبر من أخصب الأراضي في العالم وبنى سد ضخم ليزرعها لصالحه بعد أن يستولى عليها مع ملاحظة أن هذا السد نفسه مبنى في أرض مغتصبة من السودان.وكذلك بددنا نعمة المياه ولم نتمسك بحقنا في مياه الانهار ولم نتخفظ علي قيام سد ضخم يحجز عنا المياه كما تحفظ الأشقاء في مصر بل إتخذنا موقف مؤيد للسد الضخم الذي يجفف أنهارنا ويعطل سدودنا ودوراتنا الزراعية ويهدد مدننا بالدمار، وكل ذلك نكاية في الأشقاء المصريين إستجابة لحملات شيطنة مصر التي قغدتها المخابرات المعادية لنا وللاشقاء في مصر مستخدمين عملاء الداخل الذين ظلوا يقودون حملات تشوه الشقيقة مصر في عيون العوام.وحتى الذهب الثروة القابلة للنضوب سلمناه لشركات أجنبيه تأخذ حصص كبيرة أكبر منا وتركناه للتعدين التقليدي والتهريب ويصدر للخارج دون أن نحكم سيطرتنا على كل مناجمه وجباله وتم تهريب اطنان ضخمة خاصة في ظروف الحرب التي إستغلها المهربون، وعندما نفيق سنجد أن كل مناجمنا قد نضبت من الذهب وكل ذهبنا قد تم نقله للخارج.