تطورات الفاشر “نقطة تحول”.. أي سيناريو متوقع لمستقبل السودان؟

تطورات الفاشر

Loading

تتواصل العمليات العسكرية في الفاشر وسط تضارب بالمعلومات من جانب قوات الدعم السريع التي تؤكد سيطرتها على المدينة، وبين ما يعرف بتنسيقيات المقاومة المتحالفة مع الجيش السوداني.

فهذه الأخيرة كانت قد أشارت إلى أن الدعم السريع يسعى لتنفيذ حملة تضليل كبيرة، مؤكدة أن الجيش السوداني يدير العمليات العسكرية في المدينة.

ووثقت مقاطع مصورة أفرادًا من الدعم السريع يجبرون مواطنين بلباس مدني على تأكيد سيطرة القوات على الفرقة السادسة.

وفي أعقاب السيطرة على تلك الفرقة، أشار المتحدث باسم الدعم السريع الفاتح قرشي إلى أن “تحرير مقر قيادة الجيش في الفاشر يرسم ملامح الدولة الجديدة التي يتشارك الجميع في بنائها”.

سيطرة الدعم السريع على إقليم دارفور  

ويشكل إقليم دارفور أكثر من ربع مساحة السودان، إذ تبلغ مساحته نحو 500 ألف كيلومتر، وتقدر نسبة سكانه بنحو 17% من إجمالي تعداد سكان البلاد.

أما موقعه الجغرافي فيكسبه أهمية مضاعفة، لارتباطه بحدود مباشرة مع أربع دول مجاورة، وهي ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان.

وبسيطرتها على الفاشر، عاصمة ولاية دارفور، تصبح قوات الدعم السريع مهيمنة على كامل إقليم دارفور، بولاياته الخمس.

هذه التطورات العسكرية، وانعكاساتها على الواقع السياسي، تأتي بعد يومين من استضافة العاصمة الأميركية اجتماع اللجنة الرباعية بشأن السودان، المؤلفة من مصر والسعودية وأميركا والإمارات، والتي أعلنت تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التنسيق بشأن السودان.

“نقطة تحول كبيرة”

تعليقًا على التطورات، رأى الكاتب الصحفي بابكر عيسى إن “ما حدث في الفاشر نقطة تحول كبيرة في مسار العمليات الحربية في السودان”.

وأضاف في إطلالته على شاشة التلفزيون العربي من لوسيل: “أحوال الناس وصلت إلى مرحلة غير طبيعية، وارتفعت أصوات كثيرة تنادي بالسلام وإدخال المساعدات والأدوية وإجلاء المرضى، لكن الصوت الأعلى كان صوت الحرب التي لم يكن لاستمرارها أي معنى، وقد دفع ثمنها المواطن البريء”.

“فكرة الانفصال مرفوضة”

وأكد عيسى أن فكرة انفصال الدعم السريع مرفوضة من كل الشعب السوداني الذي يجمع على وحدة التراب، مضيفًا: “لا يمكن للنموذج الليبي أن يطبق في السودان، ويكفي ما عانيناه عندما انفصل جنوب السودان”.

وشدد على أن “قامة الشعب السوداني أطول من قامة الساسة والمؤدلجين والنخب الثقافية ومن تولوا السلطة الذين عجزوا عن إدارة التنوع بالقدر الكافي”.

ودعا إلى ضرورة الخروج من عنق الزجاجة، وإبعاد “القوى السياسية المؤدلجة” عن المشهد السياسي، والانتقال إلى مرحلة جديدة “ترفض المناطقية والطائفية والكراهية”.