![]()
واصل مستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، فيما شنّ جيش الاحتلال اقتحامات جديدة لعدد من المدن والبلدات.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” إن المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، واصلوا اعتداءاتهم على المواطنين في المحافظات الشمالية، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل ثماني إصابات جرّاء اعتداءات المستوطنين في بلدات تل وبورين وسبسطية.
الضفة الغربية في مرمى اعتداءات المستوطنين
وجاء ذلك في وقت كشفت فيه دراسة جديدة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن نيّة الاحتلال بناء أكثر من ألفَيْ وَحدةٍ استيطانية جديدة في عدة مناطق بالضفة.
في حين، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع ثلاثة مصابين بالرصاص الحي في الأطراف السفلية من الجسد، خلال هجوم للمستوطنين على قرية المنيا قرب بيت لحم، بالترافق مع تصاعد الاعتداءات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وباتت كل جغرافيا الضفة الغربية، شمالًا ووسطًا وجنوبًا، في مرمى اعتداءات المستوطنين المتصاعدة، حيث أصيب ثلاثة فلسطينيين بأطرافهم السفلية جراء إطلاق الرصاص الحيّ خلال هجوم للمستوطنين على قرية المنيا جنوب شرقيّ بيت لحم.
وكانت بلدات قَبَلان وبورين بنابلس، وسنجل شمال رام الله، ومسافر يطا بالخليل وبلدات أخرى، مسرحًا لاعتداءات المستوطنين على المزارعين والسكان والاستيلاء على مُعَدَّاتهم وممتلكاتهم.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين أكثر خلال موسم قطف الزيتون، فبلغت نحو 300 اعتداء للمستوطنين في الضفة الغربية، تحت حماية قوات الاحتلال، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التي وصفَتْها بالموجة الأعنف لاعتداءات المستوطنين.
تصاعد غير مسبوق في الهجمات
ويؤكد مدير وحدة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمير داود، في تصريح للتلفزيون العربي، أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية تُعدّ الأعنف والأوسع والأكثر انتشارًا منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
ويوضح داود أن هجمات المستوطنين كانت دموية ومكثفة خلال العامين الماضيين، لكنه يشير إلى أن الاعتداءات خلال موسم قطف الزيتون شهدت تصاعدًا غير مسبوق، إذ عملت ميليشيات المستوطنين على منع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.
وبلغة الأرقام أيضًا، بلغ مجموع اعتداءات المستوطنين وهجماتهم منذ بداية العام أكثر من ثلاثة آلاف ومئتين وعشرين اعتداء، نتج عنها 13 شهيدًا، في حين هُجّر قسريًّا نحوُ ثلاثةٍ وثلاثين تجمعًا فلسطينيًّا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وفق ما وثقته الأرقام الفلسطينية الرسمية.
وبموازاة ذلك، يمضي الاحتلال في خططه الاستيطانية، حيث كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن نية الاحتلال دراسة بناء أكثر من ألفي وحدة استيطانية جديدة بمحافظات القدس ورام الله وطولكرم وسلفيت وبيت لحم وأريحا.
وتشكّل الهجمات المنظَّمة للمستوطنين، وابتلاع الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، ورصد الأموال الإسرائيلية الطائلة لتحقيق ذلك، أركان حربٍ تستعر في الضفة الغربية، ضمن محاولة من الاحتلال لحسم الموقف عبر فرض واقع استعماري مستدام، تكون فيه الغلبة والسيطرة المطلقة للمستوطنين.
