![]()
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش: إن التاريخ يعيد نفسه في منطقة دارفور بالسودان، وذلك بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي خلال سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي.
وتمثل سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، نقطة تحول بارزة في مسار الحرب، إذ منحها سيطرة فعلية على أكثر من ربع أراضي البلاد.
الجنائية الدولية تحذر من جرائم حرب
وحذّر مكتب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، الإثنين، من أن الفظاعات التي ارتُكبت في مدينة الفاشر السودانية قد تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وعبّر مكتب مدعي عام المحكمة في بيان، عن “القلق العميق” حيال التقارير الواردة من الفاشر، والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وغيرها من الجرائم التي يُشتبه بأنها ارتُكبت.
وأضاف أن “أفعالًا كهذه، إذا تم إثباتها، قد تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما” الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
“هذا تطهير عرقي ممنهج”
وزيرة سودانية تكشف قتل قوات الدعم السريع 300 امرأة خلال يومين في الفاشر واغتصاب العشرات من بينهن صحفيات وأطفال، إليكم أبرز ما صرّحت به#أنا_العربي pic.twitter.com/p75WyP5LWS— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 3, 2025
محاصرون في الفاشر بلا طعام ولا ماء
وقالت سبولياريتش مطلع الأسبوع خلال زيارة للرياض إن الوضع في السودان “مروع”.
وأوضحت أن عشرات الآلاف فروا من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما يرجح أن عشرات الآلاف الآخرين لا يزالوا عالقين داخل المدينة دون طعام أو ماء أو رعاية طبية.
وأضافت: “التاريخ يعيد نفسه، ويزداد الأمر سوءًا كلما سيطر الطرف الآخر على منطقةٍ ما”.
جذور العنف في دارفور
وأشعلت حملةٌ ضد متمردين بدارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فتيل سنوات من العنف العرقي، الذي أودى بحياة مئات الآلاف، ووُصف على نطاق واسع بأنه إبادة جماعية. وتعود جذور قوات الدعم السريع إلى ميليشيا (الجنجويد) التي حشدتها الحكومة السودانية آنذاك.
وعبّرت سبولياريتش أيضًا عن “قلق بالغ” إزاء تقارير تفيد بوقوع ما يشتبه في أنها مذبحة عند المستشفى السعودي، آخر منشأة طبية عاملة معروفة في الفاشر، إلا أنها ذكرت أن اللجنة لم تتمكن بعد من التحقق مما جرى هناك.
شهادات الصليب الأحمر
وأضافت أن موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدة طويلة المجاورة، تلقوا بلاغات تفيد بأن الفارين “كانوا يتساقطون أحيانًا، بل ويموتون من الإرهاق أو متأثرين بجروحهم”، واصفة الوضع بأنه “يتجاوز تمامًا ما نعتبره مقبولًا”.
واتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في مدينة الجنينة بدارفور خلال مرحلة سابقة من الحرب المستمرة منذ عامين ونصف، وهو ما تنفيه قوات الدعم السريع.
وعند سؤالها عن رسالتها إلى الأطراف الأجنبية التي يتردد أنها تدعم طرفي الصراع، قالت سبولياريتش: “الدول التي تتمتع بنفوذ على طرفَي الصراع تتحمل مسؤولية خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماحهم وضمان حمايتهم للمدنيين”.
نزوح واسع من الفاشر
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 70 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما لا يزال مصير نحو 200 ألف آخرين مجهولًا، ويُعتقد أنهم ظلوا داخل المدينة خلال هجوم قوات الدعم السريع وحصار المدينة الذي استمر 18 شهرًا.
وقالت سبولياريتش إن العالم يعيش “عقدًا من الحروب”، مشيرة إلى أن عدد الصراعات المسلحة تضاعف خلال السنوات الخمس عشرة الماضية ليصل إلى نحو 130 صراعًا.