![]()
بعد أيام، يصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة تعدّ الأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.
وتأتي هذه الزيارة عقب قرار تبنّته الولايات المتحدة، رغم ما شهدته كواليس الأمم المتحدة من اعتراضات، أبرزها من الصين التي حاولت إدراج تعديل يتعلق بملف المقاتلين الأجانب في سوريا.
مجلس الأمن يمنح سوريا فرصة التعافي
وخلال جلسة مجلس الأمن التي أعقبت اعتماد القرار، أكد معظم المندوبين، وعلى رأسهم المندوب الروسي والمندوب الفرنسي، أن الهدف من القرار هو منح سوريا فرصة للنهوض باقتصادها ودعم تنميتها في هذا الظرف الاستثنائي، إضافة إلى مساعدتها على تجاوز التحديات الأمنية، بما في ذلك تهديدات تنظيمي “الدولة” والقاعدة.
مجلس الأمن يوافق على رفع اسم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير داخليته من قائمة العقوبات الدولية@MohamedBeddin pic.twitter.com/b4t6E7X7Gv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 6, 2025
شطب اسم الشرع من قوائم العقوبات الدولية
وبناءً على القرار الجديد، شُطب اسما أنس خطاب وأحمد حسين الشرع (الرئيس السوري) من قوائم العقوبات الدولية المرتبطة بملفي تنظيمي الدولة والقاعدة، مع تأكيد مجلس الأمن استمرار متابعته لهذا الملف.
وأوضح المندوب الفرنسي أن الغاية من ذلك هي تهيئة بيئة اقتصادية مستقرة في سوريا تمهّد لعودة اللاجئين بكرامة وأمان إلى بلادهم.
كما عبّر عدد من المندوبين، من بينهم المندوب الجزائري، عن توقعاتهم بأن تبذل السلطات السورية الحالية جهودًا حقيقية لضمان عودة آمنة للاجئين، والتعامل مع جميع المواطنين السوريين على قدم المساواة، دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الانتماء الجغرافي.
سيادة سوريا وإدانة الوجود الإسرائيلي
من جانبه، شدّد المندوب الروسي على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”الوجود غير القانوني” للقوات الإسرائيلية في بعض المناطق السورية، وإلى الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأراضي السورية.
ودعا المجتمع الدولي إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، مطالبًا بخروج تلك القوات من الأراضي السورية، مشيدًا في الوقت نفسه بـ”العلاقات التاريخية” بين الشعبين الروسي والسوري.
وقال مراسل التلفزيون العربي محمد بدين إن هذه التطورات تأتي بينما يستعد الرئيس الشرع لزيارة واشنطن في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث من المقرر أن يناقش ملفات وصفها المراقبون بـ”الكبيرة والحساسة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد التقى الشرع لأول مرة في الثالث من مايو/ أيار الماضي، معلنًا عزمه رفع العقوبات عن سوريا.
ويرى محللون أن إدارة ترمب، رغم انشغالها بعدد من الملفات المعقدة، تتحرك بسرعة غير مسبوقة لتمهيد الطريق أمام رفع العقوبات الأميركية والدولية عن سوريا، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لدعم التحول السياسي والاقتصادي في البلاد وطيّ صفحة النظام السابق.
