![]()
بعد يوم من حرقه على يد المستوطنين، أقام فلسطينيون صلاة الجمعة في مسجد الحاجة حميدة بين بلدتي ديراستيا وكفل حارس قضاء سلفيت في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد سكان قرية دير استيا الذين نظّفوا المسجد وكالة “رويترز”، بأنّ المستوطنين حطّموا نوافذه وكتبوا شعارات مسيئة للنبي محمد وحاولوا إحراق المبنى في هجوم وقع مساء يوم الأربعاء.
وقال المصلي وديع سلمان: “أتينا إلى هذا المسجد لكي تقام صلاة الجمعة ولنثبت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعوانه أنّنا رممنا هذا المسجد خلال أقل من 24 ساعة، وإن شاء الله سيتم فرشه للمصلين في أقرب وقت”.
وأظهر مقطع صورته “رويترز” للمسجد أمس الخميس، الكتابات وآثار إضرام النيران على جدرانه الداخلية، بالإضافة إلى زجاج محطّم وأثاث داخلي متفحّم ومصحف محترق.
وكان مراسل التلفزيون العربي قد أفاد أمس الخميس، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المسجد الذي أضرم فيه المستوطنون النار. وقال المراسل من مدينة سلفيت، عميد شحادة، إنّ جيش الاحتلال اقتحم المسجد وحقّق مع عددٍ من المواطنين الفلسطينيين.
وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال منعت الأهالي من تنظيف آثار الحريق الذي خلّفه المستوطنون داخل المسجد، مضيفًا أنّ مجموعة من المستوطنين اقتحمت المنطقة فجر اليوم الخميس، وكسرت نوافذ مسجد “الحاج حميدة”، قبل أن تسكب مواد حارقة وتشعل النيران في داخله.
ارتفاع عنف المستوطنين بالضفة
وتقول الأمم المتحدة إن هجمات المستوطنين تزايدت في الضفة الغربية، وسجّلت المنظمة الدولية ما لا يقل عن 264 هجومًا على الفلسطينيين في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أعلى عدد إجمالي شهري منذ أن بدأ تتبع مثل هذه الوقائع في 2006.
وقال رائد سلمان القيادي في حركة فتح إنها محاولة من المستوطنين للسيطرة على الأراضي في الضفة الغربية لكن الفلسطينيين ما زالوا صامدين ومتمسكين بأرضهم.
ويتطلع الفلسطينيون منذ زمن بعيد إلى أن تكون الضفة الغربية، التي يقطنها 2.7 مليون فلسطيني، جزءًا من دولتهم المستقلة في المستقبل لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسعت المستوطنات هناك، مما أدى إلى تفتيت الأراضي.
وتعتبر الأمم المتحدة والفلسطينيون ومعظم الدول المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتعترض إسرائيل على ذلك، وتقول إن لها روابط دينية وتاريخية بالضفة الغربية. ويعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في هذه المستوطنات.
ويقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية لا تحميهم من عنف المستوطنين.