![]()
شدّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الإثنين، على أنّ أي حلّ لوقف الحرب في بلاده لا يتضمّن تفكيك قوات “الدعم السريع” وتجريدها من السلاح “هو أمر مرفوض تمامًا”.
وقال البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، إن “الخيارات والحلول باتت محدودة بسبب حجم الدماء والشهداء والمعاناة في مناطق واسعة من السودان، وخاصة في دارفور والفاشر (غرب)”.
وأضاف أنّ “أي حل أو مبادرة لا يتضمن تفكيك المليشيا المتمردة الإرهابية (الدعم السريع) وتجريدها من السلاح هو أمر مرفوض لدينا تمامًا”، مردفًا: “هذه قناعة راسخة”.
وقال: “لدينا حل واحد، وهو زوال الميليشيا، ونتعهد بالقصاص من المجرمين والقتلة الذين ارتكبوا كل أنواع الجرائم التي لا يستحقون بعدها أن يعيشوا معنا في السودان”.
دعوة للنفير العام
في سياق متصل، قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إنّ القوات المسلحة “ستنتصر”، داعيًا كل القادرين على حمل السلاح إلى الاستنفار والدفاع عن البلاد.
وأوضح عقار، في لقاء تلفزيوني بثته وكالة الأنباء السودانية، أن الجيش لا يسعى للبقاء في السلطة، وأن مهمته الأساسية “إنهاء الحرب”، مؤكدًا عدم وجود طرف جاهز للتفاوض حاليًا.
وجدّد عقار اتهامه قيادة “الدعم السريع” بتلقّي دعم خارجي، معتبرًا أنّ ما يجري “حرب استيطان وتغيير ديمغرافي في السودان، وحرب تهدف إلى وضع البلاد تحت حكم أجنبي بالوكالة أو بالإنابة، فهي حرب تُفرض على السودانيين”.
وشدد عقار على أنّ على الجميع “الوقوف مع القوات المسلحة” لحسم الحرب، مضيفًا “نحن لسنا دعاة حرب، وهذا أمر واضح، بدليل أنّ الحوار كان في جدة في مايو/ أيار الماضي، أي بعد شهر من بدء الحرب، كما صدرت مخرجات جدة التي التزمنا بها، بينما لم يلتزم الطرف الآخر بها”.
مقتل 40 شخصًا بمنطقة كُمو
وتتزامن التصريحات السياسية مع استمرار أزمة النزوح من شمال كردفان باتجاه مديني الأُبيّض وكوستي، في ظل اشتداد المعارك، حيث قُتل 40 شخصًا على الأقل وأصيب آخرون في قصف استهدف منطقة كُمو بجنوب كردفان، وفق ما أفادت مصادر محلية وحقوقية اليوم الإثنين.
واتهمت قوات الدعم السريع ومجموعة حقوقية الجيش السوداني بتنفيذ الهجوم وسط احتدام المعارك في الإقليم الواقع بجنوب السودان.
وفي شمال دارفور، تتصاعد الأوضاع الإنسانية في معسكرات النازحين وتزداد سوءًا، وسط مخاوف دولية من انتشار المجاعة وسوء التغذية في معسكرات النزوح في طويلة وكُمو وجبل مرة.
معارك عنيفة في بابنوسة
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على “الفرقة 22 مشاة” ومدينة بابنوسة بالكامل، مضيفة أنّها تعرّضت لهجوم على مواقعها في المدينة فجر اليوم وتمّ التصدي للهجوم قبيل تنفيذ عملية السيطرة على المدينة بالكامل.
ووثّق عناصر من الدعم السريع أسر عدد من الأشخاص خلال سيطرتهم على الفرقة 22 مشاة في مدينة بابنوسة مساء اليوم.
وأفرزت الحرب أزمة إنسانية متفاقمة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
