![]()
في قضية هزت الرأي العام، أعلنت الحكومة الأردنية مقتل اثنين من مواطنيها جرى تجنيدهما للقتال ضمن صفوف الجيش الروسي.
وكان رائد حماد، وهو رجل خمسيني، أحد القتيلين الذين أعلنت عنهما الخارجية الأردنية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبرز فيها اسم المواطن الأردني حماد، ففي سبتمبر/ أيلول الماضي خرجت زوجته عن صمتها لتسرد الحكاية: “الرجل تلقى عرضًا عبر تطبيق تلغرام للعمل في وظيفة إدارية تابعة للقوات الروسية مقابل حوافز مالية كبيرة، ليتضح فور وصوله إلى موسكو أن العرض لم يكن سوى مصيدة تجنيد”.
مقتل مواطنين أردنيين في صفوف الجيش الروسي
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية رصد جهات إلكترونية تستهدف المواطنين عبر تطبيقات “تيك توك” و”تلغرام”، بعروض عمل وهمية، تستخدم لتجنيد الشباب في الجيش الروسي.
وطالبت الوزارة موسكو رسميًا بإنهاء أي تجنيد قائم في صفوف جيشها خلال حربها على أوكرانيا.
وتعج بعض التطبيقات بحسابات تروج لمنشورات تقدم عقود عمل مغرية مع وزارة الدفاع الروسية:
- رواتب عالية تصل إلى 2500 دولار.
- سكن وتأمين صحي مجاني.
- الحصول على الجنسية الروسية ومكافأة تقاعدية.
وليس سرًا وجود الأجانب على طول خطوط المواجهة في أوكرانيا، فروسيا لا تخفي أزمة نقص المقاتلين.
ومع تراجع رغبة المواطنين الروس في الالتحاق بالحرب، باتت تعتمد على الأجانب، مستخدمة مصطلح متطوعين لتجنب الإطار القانوني لكلمة مرتزقة، والذي يعاقب على تجنيد المرتزقة بالسجن حتى 15 عامًا.
وتعود جذور هذه الظاهرة إلى الأسابيع الأولى من حرب روسيا على أوكرانيا عندما فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باب التطوع أمام الأجانب.
وقصة رائد ليست فردية، فتقارير دولية تشير إلى تجنيد مئات الأجانب ليظهروا لاحقًا على جبهات القتال.
ووفقًا لمركز تنسيق معاملة الأسرى في أوكرانيا، أسر ما يقرب من 200 أجنبي من 37 دولة، وهم يقاتلون لصالح روسيا.
بدورها، تقدر الاستخبارات البريطانية أن روسيا تخسر نحو 1000 قتيل وجريح يوميًا في حربها.
فهذا المعدل المرتفع من الخسائر يجعل روسيا بحاجة مستمرة إلى قوى بشرية جديدة لدعم جيشها، ما يعزز نشاط شبكات التجنيد العابرة للحدود، يقولون إن روسيا خدعتهم للانضمام إلى حرب لم يرغبوا في خوضها.
وأثارت تلك الحالات مخاوف عدد من الدول ليست فقط عربية، بل من إفريقيا أيضًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر: كينيا، ونيبال، وغانا، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا بشأن استغلال مواطنيها عبر شبكات تجنيد تعمل خارج الأطر القانونية وإصدار نداءات إلى روسيا لوقف تجنيد مواطنيها.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً مع الموضوع، إذ قال مارك: “رائد حماد.. واحد من العشرات الذين هربوا من جحيم البطالة والفقر ليجدوا أنفسهم في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، الشباب العربي انخرط في القتال بالإجبار ليسدوا النقص عند الروس، واحد رايح لوظيفة يجد نفسه في الحرب وحريته مقيدة.
أما تيماء، فكتبت: “وعود بوظيفة ومسكن وعلاج مجاني ومرتب مغر وبالأخير تجنيد إجباري”.
من جهتها، قالت نور: “يعدونهم بوظيفة وبعدها يتم سحبهم للقتال على الجبهة. هذا استغلال واضح للشباب العاطل من دول مختلفة”
