فتح معبر رفح من جانب واحد.. ما أهداف إسرائيل من وراء هذه الخطوة؟

فتح معبر رفح من جانب واحد.. ما أهداف إسرائيل من وراء هذه الخطوة؟

Loading

نفى مصدر مصري للتلفزيون العربي الأربعاء ما تتداوله وسائل إعلام إسرائيلية عن فتح معبر رفح في اتجاه واحد خلال الأيام المقبلة.

وفي مؤتمر صحفي، بثه إعلام عبري، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان: “قريبًا سيتم فتح معبر رفح أمام الراغبين في المغادرة إلى مصر، وسيتم تسهيل الخروج بالتنسيق مع مصر بعد موافقة أمنية من إسرائيل، وهي آلية مماثلة لتلك التي عُملت في يناير/ كانون الثاني 2025”.

وأكد المصدر للتلفزيون العربي أنه في حال التوافق على آليات فتح المعبر، سيكون ذلك لحرية الحركة في الاتجاهين وفقًا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني أن الاستعدادات الإسرائيلية لفتح المعبر، ستستمر دون تغيير رغم الإعلان المصري.

فتح معبر رفح

من جانبها، قالت إدارة شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية إن فتح معبر رفح جاء نتيجة التنسيق القوي لمركز التنسيق المدني-العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضافت أن هذه الخطوة ستتيح للفئات الأكثر ضعفًا في غزة، وصولًا أسرع وأوسع إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة خارج القطاع.

وأشارت إلى أن ذلك يمثل دليلًا إضافيًا على أن خطة الرئيس الأميركي المكونة من 20 نقطة تسهم في جعل غزة أكثر أمانًا وازدهارًا، وتمهد لعودة سكانها إلى حياتهم الطبيعية.

بدورها، أكدت الفصائل والقوى الفلسطينية ضرورة إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما هو مطلوب منه في ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار.

وطالبت الفصائل والقوى الفلسطينية الوسطاء والدول الضامنة بضرورة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، والضغط على الاحتلال كما ورد في اتفاق شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن رقم 2803، وذلك لمنع الاحتلال من التلاعب أو التهرب من هذه الاستحقاقات، أو حصر فتح المعبر باتجاه واحد كما تروج له بعض المصادر الإسرائيلية.

ما أهداف الاحتلال من فتح معبر رفح من جانب واحد؟

من جهته، أوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أوضح أن الإصرار الإسرائيلي على فتح المعبر بشكل أحادي يعكس عقلية تعتبر نفسها صاحبة القرار المطلق، وهو ما يتناقض مع خطة ترمب التي نصّت على فتح المعبر بحرية وأمان في الاتجاهين.

وفي حديث للتلفزيون العربي من الخليل، أضاف شديد أن الاحتلال يسعى لاستغلال مرحلة وقف إطلاق النار لتحقيق ما فشلت فيه القوة العسكرية، أي التهجير.

شديد حذّر من أن فتح المعبر باتجاه واحد قد يعني منع العودة إلى غزة، خاصة أن الخروج يتطلب موافقة أمنية إسرائيلية، ما يفتح الباب أمام ترتيبات لعمليات تهجير.

وأكد أن الموقف المصري جاء منسجمًا مع خطة ترمب، حرصًا على بقاء الفلسطينيين في القطاع رغم الظروف الإنسانية القاسية.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لإيصال الفلسطينيين إلى حالة من اليأس عبر منع الإعمار وإدخال أبسط مقومات الحياة، ما يدفع بعضهم إلى الهجرة.

وأضاف أن مشروع التهجير ليس مجرد خطاب بل قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية منذ شهور تحت عنوان “تنفيذ خطة ترمب”، ولا يزال قائمًا، مع الرهان على منع إدخال المواد الإنسانية لتحقيقه بعيدًا عن الحرب المباشرة.

كما لفت إلى أن إسرائيل تراهن على تفاهمات أميركية-إسرائيلية قد تتيح تهجير الفلسطينيين عبر معابر مختلفة أو حتى البحر، رغم الرفض المصري والفلسطيني الواسع.

والأخطر، بحسب شديد، أن ماكينة الإعلام الإسرائيلي أقنعت الرأي العام بأن هذه الحرب امتداد لحرب 1948، وأن بقاء الفلسطينيين في غزة يهدد وجود إسرائيل، ما جعل التهجير يتحول إلى حالة شبه إجماع داخل المجتمع الإسرائيلي.