تحوّل في اجتماع الناقورة.. هل ينجح في تجنيب لبنان التصعيد الإسرائيلي؟

تحوّل في اجتماع الناقورة.. هل ينجح في تجنيب لبنان التصعيد الإسرائيلي؟

Loading

أنهت لجنة مراقبة الأعمال العدائية بشأن لبنان اجتماعًا جديدة في رأس الناقورة. وقد شارك مدني للمرة الأولى كرئيس للوفد اللبناني، وهو السفير السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم، إلى جانب ضباط من الجيش اللبناني وبحضور المنسقة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى جانب ممثلين عن قوات اليونيفيل. 

وجاءت مشاركة الشخصية المدنية اللبنانية بعد وقت قصير من بيان للرئيس اللبناني، شرح فيه تفاصيل وخلفيات القرار، وجاء فيه أنّ الخطوة تأتي “التزامًا بقسم الرئيس الدستوري، وعملًا بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا”. 

وأضاف البيان أنّ القرار جاء كذلك، بعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام”.

وفيما لم يصدر موقف عن “حزب الله” اللبناني إزاء هذه الخطوة، قالت السفارة الأميركية في بيان، إنّ جميع الأطراف رحّبت بالمشاركة الإضافية لمدنيين في اللجنة بـ”اعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزًا على حوار مدني مستدام بالإضافة إلى الحوار العسكري”.

اجتماع “إيجابي”

وفور انتهاء الاجتماع، قالت مصادر مطلعة للتلفزيون العربي: “إن اجتماع لجنة مراقبة الأعمال العدائية في رأس الناقورة كان إيجابيًا والجيش اللبناني تلقّى إشادة بإنجازه”، فيما نقلت السفارة الأميركية عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قولها: “إن مشاركة مدنيين في الاجتماع يعكس التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، أنّ المحادثات المُباشرة التي جرت الأربعاء بين إسرائيل ولبنان للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عامًا، عُقدت “في أجواء إيجابية”.

وقال البيان: “عُقد الاجتماع في أجواء إيجابية، وتمّ الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان”، مشددًا على أنّ “نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه”، بصرف النظر عن التقدّم المحتمل في التعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين ما زالا رسميًا في حالة حرب.

محاولة لتجنب التصعيد العسكري

وفي هذا الإطار، يلفت رئيس تحرير جريدة المدن منير الربيع، إلى أنّ هذه المرة الأولى التي يُشارك مدني لبناني في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل منذ 17 مايو/ أيار 1983. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت، أشار الربيع إلى أنّ “الخطوة جاءت بعد ضغوط كبيرة وطلبات متكرّرة من قبل الأميركيين والإسرائيليين الذين أصرّوا على نقل التفاوض إلى مستوى سياسي ودبلوماسي وذات طابع مدني على أن تكون المفاوضات مباشرة”. 

وأشار الربيع إلى أنّ لبنان أقدم على هذه الخطوة في محاولة لتجنّب أي عملية عسكرية جديدة في ظل التهويل الذي تصاعد في الفترة السابقة، فيما تتعاطى إسرائيل مع لبنان كخاسر في الحرب الأخيرة. 

ويرى الربيع أنّ نجاح هذه الخطوة في منع تعرّض لبنان لتصعيد عسكري إسرائيلي جديد، مرتبط بما سيُطرح من شروط على طاولة المفاوضات في المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أنّ لبنان أُبلغ بعدد من الشروط الإسرائيلية ومنها وضع جدول زمني لسحب السلاح من كل الأراضي اللبنانية ووضع خطة واضحة المعالم تفنّد كيف سيتمّ سحب السلاح، على أن لا يُعارض “حزب الله” موقف الدولة اللبنانية. 

استياء في بيئة حزب الله

من جانبه، يؤكد الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل، أنّ لبنان ذهب “مكرهًا” إلى المفاوضات مع إسرائيل تحت الضغوط الإسرائيلية والأميركية، لافتًا إلى أنّ المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس أُبلغت من قبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنّه لا يُعارض إشراك مدنيين في اجتماعات لجنة “الميكانيزم” شرط أن يكون ذلك “تحت السقف الأمني”. 

عقيل يلحظ، في حديث إلى التلفزيون العربي، أنّ حالة من الاستياء تسود في بيئة “حزب الله” الشعبية، لكنّ الحزب لم يعلن أي موقف وذلك لأن برّي وافق على هذه الخطوة ولأنّ الحزب لا يريد أن يتحمّل مسؤولية إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربة عسكرية كبرى على لبنان.

ويقول عقيل: “إن رسائل تهديد إسرائيلية وصلت إلى الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية مفادها أنّ إسرئيل ستُنفّذ ضربات ضد أهداف لحزب الله خلال الأسابيع المقبلة من دون أن تستثني أي بقعة جغرافية في لبنان”، موضحًا أنّ “حزب الله” غير مقتنع بعمل لجنة “الميكانيزم” لكنّه بات مجبرًا على القبول بها. 

تطبيع مستبعد لبنانيًا وإسرائيليًا

وفي قراءة للموقف الإسرائيلي، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري، أنّ إسرائيل تُحاول التصعيد في خطابها الإعلامي الداخلي والإقليمي، إذ يُحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يُخبر الرأي العام الإسرائيلي أنّ الأمور مع لبنان تتّجه إلى ما تُريده إسرائيل، حيث يُشارك مدني في المفاوضات التي تتناول أيضًا التعاون الاقتصادي. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يرى خوري أنّ نتنياهو تقصّد تسليط الضوء على اجتماع لجنة “الميكانيزم” الذي عُقد اليوم رغم أنّه كان يمكن أن يجري بعيدًا عن الإعلام.

خوري يستبعد أن تذهب إسرائيل حاليًا إلى اتفاق تطبيع يُجبرها على الانسحاب من النقاط التي احتلتها في الحرب الأخيرة على لبنان، فيما تستطيع الآن تنفيذ ضربات أينما شاءت وكيفما شاءت. 

وعلى الجهة المقابلة، من المبكر الحديث عن تطبيع مع إسرائيل على الجانب اللبناني، وفقًا لخوري.