![]()
تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت أكدت فيه دول الوساطة أن الاتفاق يمرّ بـ”مرحلة حرجة”، مطالبة بممارسة مزيد من الضغط لإجبار تل أبيب على الانتقال إلى مرحلته الثانية.
ويشهد القطاع قصفًا متواصلًا وعمليات نسف للمباني في شمال غزة، خلّفت شهداء وجرحى، فيما أكد الناطق باسم الدفاع المدني أنّ القصف والتفجيرات لا تزال مستمرة في مناطق شرق مدينة غزة.
اتفاق غزة يمر بـ”مرحلة حرجة”
كما توغّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب القطاع، وتحديدًا في خانيونس، ودفعت بما يُعرف بـ”الخط الأصفر” نحو مناطق جديدة.
سياسيًا، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة، وإن الوسطاء يعملون معًا لفرض المرحلة التالية من الاتفاق.
وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أنه لا يمكن القول بأن هناك وقفًا كاملًا لإطلاق النار، إلا بانسحاب إسرائيل من غزة.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن المناقشات بشأن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة متواصلة.
وأكد في تصريحات للتلفزيون العربي على هامش منتدى الدوحة، أن حماس جاهزة لتسليم إدارة القطاع للجنة مشكلة من شخصيات فلسطينية، مضيفًا أن تركيا مستعدة للمشاركة في قوة حفظ السلام.
مماطلة إسرائيلية في الانتقال إلى المرحلة الثانية
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ إدارة النزاع في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم الخطيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستبق المرحلة الثانية من الاتفاق بشرط نزع سلاح غزة، كما يضع في الوقت نفسه عراقيل إضافية مرتبطة بملف الأسرى وبإمكان مشاركة تركيا في قوة السلام.
وفي حديثه للتلفزيون العربي، يعتقد الخطيب أن نتنياهو سيكون أمام مواجهة مع الولايات المتحدة في حال واصل المماطلة في الانتقال إلى المرحلة الثانية، موضحًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبدى تساهلًا مع إسرائيل في ما يتعلّق بملف الأسرى خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
ويشير الخطيب إلى أن الإعلان عن هوية قوات حفظ السلام في غزة قد يسهم في إرساء قدر من الاستقرار، “لكن يجب تحديد صلاحيات تلك القوة بوضوح، وما إذا كانت مكلّفة بتطبيق بنود الاتفاق أم بمحاربة الفلسطينيين”.
أهداف نتنياهو الأساسية
ومن زاوية أخرى، يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي، إن الإشكالية الكبرى تتمثّل في أن نتنياهو يدير الأمور بالكامل وفق هدفين أساسيين: تفريغ القطاع من سكانه، وتوظيف الوضع الراهن لخدمة مستقبله السياسي.
ويلفت في حديثه للتلفزيون العربي، من القاهرة، إلى أن إدارة ترمب شعرت بأن تبعات نهج نتنياهو باتت تمتدّ لتؤثر في الولايات المتحدة نفسها، ما أدى إلى قدر من الافتراق بين واشنطن وتل أبيب، ودفعها إلى طرح خطة ترمب.
ويجزم العشماوي بأن نتنياهو لن يتوقف لحظة عن محاولة تفجير اتفاق غزة.
وذكّر بأن نتنياهو يتحدث اليوم عن ضرورة تسلّم جثة واحدة، رغم حصوله خلال فترة وجيزة وفي ظروف بالغة الصعوبة على 48 أسيرًا ومحتجزًا من الأحياء والأموات.
نزع سلاح حماس
من جهته، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن ريتشارد تشازدي، أن نتنياهو لا يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، “لكن في الوقت ذاته، هناك مشكلات حقيقية مرتبطة بمسألة نزع سلاح غزة، في ظل الحديث عن رفض حماس ذلك”، حسب قوله.
ويوضح في حديث إلى التلفزيون العربي، من واشنطن، أن هناك عوائق تتصل بإعادة فتح معبر رفح، وتتعلق بالموقفين المصري والإسرائيلي المختلفين، مُنبهًا إلى ضرورة تقدير التعقيدات الداخلية والبيروقراطية لدى الطرفين.
ويخلص إلى التأكيد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وأنها تحاول إطلاق مبادرة دبلوماسية، كما شهدنا سابقًا عبر الدوحة والقاهرة، وهو ما سيحاول الأميركيون دعمه، إلى جانب تعزيز “اتفاقات أبراهام” وتوسيع إطارها، وفق قوله.
