تمرين عسكري إسرائيلي على الحدود.. ما هي حسابات لبنان بين تهديدات الخارج وضغوط الداخل؟

تمرين عسكري إسرائيلي على الحدود.. ما هي حسابات لبنان بين تهديدات الخارج وضغوط الداخل؟

Loading

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه سيُجري تمرينًا عسكريًا واسعًا صباح غد الأحد في مزارع شبعا وجبل الشيخ قرب الحدود مع جنوب لبنان، وذلك بعد أيام من حديث هيئة البثّ العبرية الرسمية، عن أنّ إسرائيل “تستعدّ لتصعيد عسكري” لمُواجهة احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان على خلفية ما وصفته بـ”تعاظم قدرات حزب الله”، وفق مزاعمها.

وتتزايد المخاوف اللبنانية مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية، رغم مشاركة دبلوماسي في لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، نزولًا عند الطلب الأميركي، بالتزامن مع هاجس انتهاء ولاية “اليونيفيل” قبل الانسحاب الإسرائيلي، بالإضافة إلى الجدل المتواصل بشأن سلاح “حزب الله” الرافض تسليمه.

وأطل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام على شاشة التلفزيون العربي، في لحظة مفصلية يعيشها لبنان، ليؤكد بداية أنّ بيروت على استعداد لمشاركة مزيد من المدنيين في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، إذا اقتضت الضرورة.

ووضع سلام في حديثه سقفين زمنيين لحصر السلاح بيد الدولة: الأول جنوبي الليطاني نهاية العام الجاري، والثاني في باقي المناطق اللبنانية خلال العام المقبل.

انتقاد لـ”حزب الله”

ولم يخلو كلام سلام من توجيه الانتقادات لـ “حزب الله”، مشيرًا إلى وجود تناقض في موقف الحزب، بموافقته أولًا على البيان الوزاري الداعي إلى حصر السلاح في يد الدولة، ثم برفضه تسليم السلاح لاحقًا.

وجاء كلام سلام بعد خطاب للأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، أعلن فيه أنّ القرار 1701 يتعلّق بجنوب نهر الليطاني حصرًا، واضعًا مسألة السلاح شمال الليطاني في إطار النقاش الداخلي، رافضًا بذلك التدخلات الأميركية الإسرائيلية.

وتخوض الأوساط اللبنانية نقاشًا بشأن السلاح وسط مقاربات متباينة بشأن أساليب الصراع مع إسرائيل بين “حزب الله” من جهة والسلطة من جهة أخرى. إذ قال سلام للتلفزيون العربي إنّ لبنان يعمل على حشد الدعم الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وهي نظرة مختلفة عن نظرة الحزب.

لكنّ السلاح والتعامل معه ليس المسألة الوحيدة التي تُشكّل هاجسًا للبنان في ظل الضغوط الإسرائيلية. إذ ظهرت في الساعات الماضية، تصريحات لرئيسي الجمهورية جوزيف عون الحكومة نواف سلام تدعو إلى بقاء قوات “اليونيفيل” في لبنان، بعد انتهاء ولايتها.

 ويقول مسؤولون لبنانيون إنّ هذه التصريحات نابعة من المخاوف من انتهاء عمل اليونيفيل، قبل انسحاب إسرائيل من لبنان.

 ونقل كل من عون وسلام هذا الموقف إلى بعثة مجلس الأمن الدولي التي زارت لبنان والتقت الرؤساء الثلاثة وجالت في جنوب لبنان. وفي ختام زيارتها، أكدت البعثة أنّها بحثت الخيارات المتاحة بعد انتهاء عمل “اليونيفيل”.

لبنان لا يمتلك أي ورقة تفاوض

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس تحرير جريدة المدن منير الربيع أنّ بيروت تنظر إلى المفاوضات مع إسرائيل على أنّها الخيار الوحيد لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، لكن المؤكد أنّ تصعيد الاحتلال لن يتوقّف.

وأضاف الربيع في حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت، أنّ لبنان يبحث في توسيع عدد المدنيين اللبنانيين المشاركين في اجتماعات لجنة “الميكانيزم”،  بينهم شخصية تُعنى بملف ترسيم الحدود، وأخرى تُعنى بالجانب الجغرافي لكيفية تحديد النقاط التي يجب على إسرائيل الانسحاب منها.

وقال إنّ تل أبيب تتحدّث عن مفاوضات سياسية اقتصادية، في مؤشر إلى المدى الاستراتيجي التي تفكر به لأنّها تعتبر أنّها قادرة على التحكّم بالمسار اللبناني لاحقًا، سواء بانشاء منطقة عازلة تُسمّى بمنطقة اقتصادية جنوب لبنان، والتاثير بمسار التنقيب عن النفط والغاز في بحر لبنان الجنوبي بعد انهاء ترسيم الحدود.

في المقابل، أشار إلى أنّ لبنان لا يمتلك أي ورقة تفاوض بالمعنى الفعلي، وبالتالي لا يملك سوى خيار الذهاب إلى المفاوضات الحالية نتيجة الضغوط ولأنّه يجد نفسه وحيدًا.

وأكد أنّ إسرائيل تستثمر في الخلافات الداخلية لإضعاف لبنان أكثر.