![]()
أعلن فيتالي ماليتسكي، رئيس بلدية كريمنشوك، اليوم الأحد، أن القوات الروسية شنت غارة جوية خلال الليل على البنية التحتية في المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا.
وتقع كريمنشوك على نهر دنيبرو، وتعد مركزًا صناعيًا مهمًا وموطنًا لإحدى أكبر مصافي النفط في البلاد. وقد تعرضت مرارًا لقصف صاروخي روسي، من بينها الغارة التي طالت مركز تسوق مزدحم عام 2022 وأسفرت عن مقتل 21 شخصًا على الأقل.
وأشار ماليتسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنّ تفاصيل تداعيات الضربة ستُنشر لاحقًا اليوم بعد الانتهاء من تقييم حجم الأضرار، لافتًا إلى أن فرق المدينة تعمل على إعادة الكهرباء والمياه والتدفئة إلى المناطق التي تعطلت فيها الإمدادات.
الهجمات الروسية
وتكثّف روسيا ضرباتها البعيدة المدى على بنى الطاقة—الكهرباء والتدفئة والمياه—قبل حلول الشتاء، في محاولة للضغط على المعنويات العامة وتعطيل القطاع الصناعي، بعد مواسم باردة سابقة شهدت انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي وتطبيق نظام القطع الدوري في مختلف أنحاء أوكرانيا، منذ اندلاع الحرب قبل نحو أربع سنوات.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية قد حذّرت مرارًا خلال الليل عبر تلغرام من تهديد متواصل يستهدف المدينة بطائرات مسيّرة وصواريخ روسية.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن وحدات الدفاع الجوي لديها دمّرت 77 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.
لهجة واشنطن الجديدة
وتأتي تلك الضربات المتبادلة على وقع تطور سياسي بارز، إذ رحّب الكرملين بتعديل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإستراتيجية الأمن القومي، بعد حذف الإشارة إلى روسيا كـ”تهديد مباشر” والدعوة بدلاً من ذلك إلى التعاون في قضايا الاستقرار الإستراتيجي، وفق ما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة تاس.
وأوضح أن موسكو تعتبر الخطوة إيجابية لكنها ستدرس الوثيقة المكوّنة من 29 صفحة بدقة قبل استخلاص موقف نهائي.
وتمنح السياسة الأميركية الجديدة، التي وُصفت بأنها “واقعية مرنة” ومبنية على “ما ينفع أميركا”، نبرة أكثر ليونة تجاه موسكو مقارنة بالتصنيفات السابقة منذ ضمّ القرم عام 2014 والهجوم على أوكرانيا عام 2022.
ومع أنّ الوثيقة تبقي على أنّ أفعال روسيا في أوكرانيا مصدر قلق أمني، فإنها تدعو إلى تعاون محدود وسعي لحل سريع للصراع.
ويأتي هذا التغيير في وقت تواجه فيه مبادرة السلام الأميركية تعثّرًا، رغم تضمنها بنودًا قريبة من المطالب الروسية، إذ يواصل ترمب إطلاق تصريحات إيجابية عن الرئيس فلاديمير بوتين، ما أثار انتقادات تتهمه بالتساهل مع موسكو رغم استمرار العقوبات.
وفي أوروبا، تتابع العواصم الغربية هذا التحول بقلق خشية أن تضعف اللغة الأميركية الجديدة جهود مواجهة روسيا في ظل استمرار الحرب.
