أكثر من 30 سفينة معرّضة للخطر.. ماذا بعد احتجاز واشنطن ناقطة نفط فنزويلية؟

أكثر من 30 سفينة معرّضة للخطر.. ماذا بعد احتجاز واشنطن ناقطة نفط فنزويلية؟

Loading

اتهمت الحكومة الفنزويلية الولايات المتحدة بارتكاب “سرقة سافرة” بعد احتجاز ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا.

وقالت الحكومة الفنزويليلة إنّ الحكومة “ستُدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بتصميم مطلق”، مشيرة إلى أنّها ستُندّد باحتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية.

تصعيد أميركي ضد فنزويلا

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتجاز السفينة يوم أمس الأربعاء، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار النفط وتصعيد حاد في التوتر بين واشنطن وكراكاس.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وزيرة العدل الأميركية بام بوندي جنودًا وهم ينزلون بالحبال من مروحية إلى سطح ناقلة النفط.

وقالت بوندي إنّ الناقلة كانت جزءًا من “شبكة شحن غير مشروعة” تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران.

30 ناقلة نفط تُواجه اجراءات عقابية

وأظهرت بيانات الشحن أنّ أكثر من 30 ناقلة نفط خاضعة للعقوبات الأميركية تعمل في فنزويلا قد تُواجه إجراءات عقابية من واشنطن بعد احتجاز خفر السواحل ناقلة نفط عملاقة تحمل خامًا فنزويليًا للتصدير.

وكان الاحتجاز، الذي أعلن عنه الرئيس ترمب يوم أمس الأربعاء، أول عملية احتجاز لشحنة نفط من فنزويلا منذ عام 2019، وأول إجراء معروف لإدارة ترمب ضد ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا منذ أن أمر بحشد عسكري ضخم في المنطقة.

وقالت مصادر ملاحية إنّ الإجراء الأميركي، الذي يأتي في وقت يُكثّف فيه ترمب الضغط على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وضع العديد من مالكي السفن والمشغلين ووكالات الشحن في حالة تأهب، إذ يُعيدون النظر فيما إذا كانوا سيُبحرون من المياه الفنزويلية في الأيام المقبلة كما هو مخطّط له.

ويقول خبراء ومحللون إنّ استهداف الشحنات الفنزويلية من المتوقع أن يؤدي إلى تأخيرات في عمليات التصدير على المدى القصير، ويُمكن أن يُخيف بعض مالكي السفن.

ولم يسبق لواشنطن أن اعترضت صادرات النفط الفنزويلي التي ينقلها وسطاء في سفن تابعة لطرف ثالث.

أكثر من 80 ناقلة تنتظر

وناقلة النفط العملاقة المحتجزة، التي ذكرت مجموعة لإدارة المخاطر أنّ اسمها “سكيبر”، هي جزء من أسطول الظل من السفن التي تحمل النفط الخاضع للعقوبات إلى أكبر الوجهات، وغالبًا ما تقوم هذه السفن بإطفاء إشاراتها أو إخفاء مواقعها بطريقة ما.

وجرى استخدام مثل هذه الناقلات بشكل متزايد من جانب شركات الشحن والتجار الذين يتعاملون مع النفط الفنزويلي منذ فرض واشنطن العقوبات على البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وأدت العقوبات السابقة على السفن أو تدفّقات النفط المتعلقة بفنزويلا إلى انتظار عدد كبير من الناقلات المحملة لأسابيع وحتى أشهر للمغادرة لتجنب الاحتكاكات.

وذكر موقع “تانكر تراكرز دوت كوم” يوم أمس الأربعاء، أنّ هناك أكثر من 80 سفينة محمّلة أو تنتظر تحميل النفط في المياه الفنزويلية أو بالقرب من سواحلها، منها أكثر من 30 سفينة خاضعة للعقوبات الأميركية بالفعل.

ووفقًا لشركة “لويدز ليست إنتلجنس” المتخصّصة في البيانات البحرية، يشمل أسطول الظل العالمي 1423 ناقلة، منها 921 ناقلة تخضع لعقوبات أميركية أو بريطانية أو أوروبية، وعادة ما تكون هذه الناقلات قديمة وملكيتها غامضة وتبحر دون تغطية تأمينية كافية لتلبية المعايير الدولية لشركات النفط الكبرى والعديد من الموانئ.

وتظهر بيانات مراقبة السفن أنّ هذه السفن تنقل في الغالب النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران وفنزويلا إلى وجهات آسيوية.

وفي مؤشر على نجاح إستراتيجية أسطول الظل، ارتفعت صادرات فنزويلا من النفط إلى أكثر من 900 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، وتضاعفت واردات النافثا التي تشتد الحاجة إليها لتخفيف نفطها الثقيل جدًا، ومعظمها من روسيا، إلى 167 ألف برميل يوميًا، مما زاد من المخزونات للأسابيع المقبلة.

وتُكثّف الحكومة الأميركية إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية في محاولة لإسقاط مادورو. وأكد ترمبفي مقابلة مع موقع “بوليتكيو” قبل أيام، أنّ أيام الرئيس الفنزويلي باتت “معدودة”.