هل تلقى العراق تحذيرات من قرب تعرضه لضربات عسكرية تستهدف فصائل مسلحة؟

هل تلقى العراق تحذيرات من قرب تعرضه لضربات عسكرية تستهدف فصائل مسلحة؟

Loading

نفت الحكومة العراقية تلقيها أي رسائل تحذيرية بشأن قرب تعرض البلاد لضربات عسكرية تستهدف فصائل مسلحة.

وقال مراسل التلفزيون العربي من بغداد حسام محمد علي، إن أنباء تتردد منذ أشهر في وسائل إعلام عربية وغربية عن تحذيرات من قرب تنفيذ ضربات ضد فصائل عراقية مسلحة، وهو ما نفته الحكومة العراقية جملة وتفصيلًا، مذكرة بأنها سبق أن نفت مثل هذه الأنباء في مناسبات سابقة.

دعوات فصائل لحصر السلاح بيد الدولة

وأشار المراسل إلى أن هذا النفي تزامن مع دعوات أطلقتها فصائل عراقية لحصر السلاح بيد الدولة، وهي دعوات تعد الأولى من نوعها.

بدأ تلك الدعوات، بحسب مراسل التلفزيون العربي، الأمين العام لكتائب “الإمام علي” شبل الزيدي، ثم الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” قيس خزعلي، تلاه حيدر الغراوي الأمين العام لـ”أنصار الله الأوفياء”، وصولًا إلى حديث من كتائب “سيل الشهداء” عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوات تعكس رغبة تلك القوى في المشاركة في الحكومة المقبلة، لا سيما وأنها حصلت على مقاعد برلمانية تؤهلها لحصد حقائب وزارية.

لكن هذه المشاركة تواجه رفضًا أميركيًا عبّر عنه مبعوث الرئيس الأميركي مارك سافايا، إلى جانب أعضاء في الكونغرس، الذين أكدوا رفض استوزار ومشاركة الفصائل العراقية المسلحة في الحكومة العراقية الجديدة.

وبحسب متابعين، فإن الدعوات إلى حصر السلاح تمثل مناورة سياسية تهدف إلى تبديد المخاوف الأميركية، في ظل تصاعد التحذيرات الأميركية، وآخرها ما أشار إليه وزير الخارجية العراقي، الذي قال إن الجانب الأميركي عبّر عبر قنوات رسمية عن رفضه مشاركة فصائل مسلحة في الحكومة الجديدة.

في المقابل، يفرض الواقع السياسي نفسه، إذ حصدت هذه الفصائل نحو 90 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة، ما دفع بعض المراقبين إلى القول إن عزلها عن الحكومة الجديدة سيكون أمرًا غير واقعي، الأمر الذي يستدعي توجيه رسائل سياسية تؤكد دعمها لحصر السلاح بيد الدولة والانخراط في العمل السياسي.

غير أن هذا التوجه، بحسب مراسل “التلفزيون العربي”، لا يحظى بإجماع الفصائل، إذ أعلنت كتائب حزب الله وحركة النجباء رفضهما لهذه الدعوات، في أول موقف معلن يعارض حصر السلاح.

معارضة لنزع السلاح

وربطت “كتائب حزب الله” حصر السلاح بخروج القوات الأجنبية من العراق، بينما شددت كتائب حركة النجباء على أنها لن تلقي السلاح وستواصل مقاومة الأميركيين.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان مجلس القضاء الأعلى استجابة عدد من قادة الفصائل لدعوات حصر السلاح والتوجه نحو العمل السياسي.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد عبّر، قبل وبعد الانتخابات، عن رغبة القوى الشيعية والفصائل المنضوية في الإطار التنسيقي بالانتقال إلى العمل السياسي، وهو ما تراه الحكومة مبررًا لطلبها من الجانب الأميركي الانسحاب من القواعد العسكرية داخل العراق.

ووفق الحكومة العراقية، فقد تحقق هذا الانسحاب مع نهاية العام الجاري، على أن تتبعه جولة أخرى لانسحاب أميركي شامل من البلاد بنهاية العام المقبل، في ظل وجود القوات الأميركية حاليًا في قواعد بإقليم كردستان فقط، دون باقي القواعد التي كانت منتشرة في أنحاء البلاد.