رغم أزمة الجثامين.. هل تدخل غزة المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب؟

رغم أزمة الجثامين.. هل تدخل غزة المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب؟

Loading

تسلّم الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، جثة محتجز إسرائيلي في قطاع غزة من الصليب الأحمر، بعد أن سلّمته إياها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

ويتزامن ذلك مع ما نقلته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب ستبحث سُبل الرد على حركة حماس إذا لم تُظهر تقدمًا في تسليم جثامين المحتجزين حتى مساء الإثنين.

ويأتي هذا في إشارة إلى انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحركة لتسليم الجثامين، في وقت اتهم فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، حركة حماس بتعمّد تأجيل إعادة الجثامين بهدف تأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنصّ على نزع سلاح الحركة، وفق قوله.

إسرائيل ترفض مشاركة تركيا في القوة الدولية

وتزامن ذلك مع إعلان الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي رفض مشاركة تركيا في القوة الدولية بقطاع غزة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إن تل أبيب أبلغت قرارها للإدارة الأميركية، وأكدت مجددًا أن الدول التي ترغب بالمشاركة في القوة الدولية في غزة “يجب ألا تكون عدائية تجاه إسرائيل”، وفق تعبيره. 

وقد أعادت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الجدل من جديد بشأن الضبابية التي تكتنف المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل اختلاف رؤى وتصورات أطراف الاتفاق والوسطاء بشأنها.

وفي خضم ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: “إن البيت الأبيض أبلغ مسؤولين إسرائيليين خلال اتصالاته معهم، بأنه يفضل التقدّم إلى المرحلة التالية من خطة ترمب، حتى وإن لم تتم إعادة جميع الجثامين الإسرائيليين”.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الثاني خلال الـ72 ساعة الماضية لبحث سبل تنفيذ الاتفاق بشأن غزة. 

تسليم الجثامين يؤكد مصداقية حماس

وفي هذا الإطار، يشير الكاتب الصحفي وسام عفيفة إلى أن إعلان كتائب القسام تسليم جثمان أسير يؤكّد مصداقية الحركة في ملف جثامين الأسرى.

ويلفت، في حديثه إلى التلفزيون العربي من دير البلح، إلى أن حماس قالت قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار إنها تستطيع تسليم عدد محدود من جثامين الأسرى الموجودة في مناطق ذات مواقع معلومة لديها.

كما أكدت حماس أن مسألة تسليم الجثامين معقّدة وتتضمن الكثير من الإشكاليات، نظرًا للدمار الذي لحق بنحو 90% من قطاع غزة، بالإضافة إلى أن البحث عن الأسرى وانتشالهم يستغرق وقتًا ويتطلّب آليات هندسية ثقيلة.

ويوضح عفيفة أن عمليات البحث عن الأسرى تكثّفت في خانيونس وغزة خلال الأيام القليلة الماضية.

ويشدد الكاتب الصحفي على مصلحة حماس تقتضي بإنهاء ملف تسليم الجثامين والانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم ما تتضمنه من بنود ثقيلة على الحركة وكذلك على إسرائيل. 

ويلفت عفيفة إلى أن إسرائيل لم تنفذ التزاماتها بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق، لا سيما فيما يخص الشأن الإنساني. 

المرحلة التالية فترة امتحان 

وفي قراءة لموقف تل أبيب، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي، جاكي خوري، أن سياسة التحايل والمماطلة والتنصّل من الالتزامات التي تمارسها إسرائيل ليست وليدة الحرب الأخيرة، ولا سيما في ظل حكومات بنيامين نتنياهو.

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يقول خوري: “نحن لسنا أمام مشهد جديد، رغم أن أحداث العامين الماضيين شكّلت منعطفًا مهمًا في آليات التعامل”.

ويلفت خوري إلى أن إسرائيل تغاضت عن استهداف عناصر المقاومة الذين ظهروا في مواقع البحث عن جثامين الأسرى الإسرائيليين، كما سمحت بدخول فرق وآليات من مصر للمساعدة في عمليات البحث.

وبحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي، فإن الامتحان الحقيقي يكمن في المرحلة التي تلي انتشال الجثامين، سواء بعد تسليمها جميعًا أو بعد اعتراف الأطراف بتعذّر الوصول إلى بعض منها.

ويشير إلى أن قطاع غزة مقبل على مشهد قد تبقى فيه حركة حماس محتفظة بقوتها، في ظل إدارة مدنية، وقد يستمر هذا الوضع حتى الانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية. لكن خوري يرى أن موقف إدارة ترمب “غير المتوقع” يبقى العامل الحاسم في هذا الإطار.

موقف ترمب

من جهته، يلفت نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي سابقًا، توماس واريك، إلى أن ترمب يعتقد أن حركة حماس يمكن أن تسرّع في تسليم جثامين الأسرى.

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يشير واريك إلى أن ترمب يرى أنه على حماس أن تلقي سلاحها.

ويشير إلى أنه “يبدو أن حماس غير مستعدة للتخلي عن سلاحها”، محذرًا من أن ذلك يسمح لنتنياهو باستكمال ضرباته على القطاع.   

كما لفت إلى قلق من أن ذلك قد يعيق إعادة الإعمار في القطاع.