إسرائيل اغتالت الطبطبائي في قلب الضاحية.. أي سيناريوهات لرد حزب الله؟

إسرائيل اغتالت الطبطبائي في قلب الضاحية.. أي سيناريوهات لرد حزب الله؟

Loading

بالتزامن مع الغارات المتواصلة على الجنوب والبقاع في لبنان، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت شقة سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وبعد لحظات من الاستهداف، أعلنت أنها اغتالت القائد العسكري البارز في حزب الله أبو علي الطبطبائي.

وتؤكد رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو هو من أمر بتنفيذ عملية الاغتيال، بتوصية من وزير الأمن ورئيس الأركان، مردفةً أن الشخصية المستهدفة هي رئيس أركان حزب الله الذي قاد عمليات التسلح.

وفي حين لم يعلن الحزب رسميًا على الفور هوية الشخصية المستهدفة، أكد مصدر للتلفزيون العربي نجاح عملية اغتيال أبو علي الطبطبائي في الغارة على الضاحية الجنوبية. ولاحقًا، نعاه حزب الله في بيان.

حسابات رد حزب الله

أما عن حسابات الرد والانزلاق نحو تصعيد أوسع، فيقول نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله محمود قماطي، إن قيادة الحزب ستُقرّر ما تراه مناسبًا للرد على الاعتداء.

إسرائيليًا، نقل موقع “واللا” العبري عن مسؤولين قولهم إن التقديرات تشير إلى أن الحزب لن يرد على الاغتيال، في وقت أكد فيه رئيس أركان الجيش استمرار التزام إسرائيل بالتفاهمات مع لبنان، مع عدم السماح لحزب الله ببناء قدراته العسكرية.

وفي أول رد فعل رسمي على الهجوم، أكد الرئيس جوزيف عون أن إسرائيل ترفض تطبيق القرارات الدولية، كما ترفض كل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار، في إشارة إلى الدعوة التي قدمها مؤخرًا للمفاوضات برعاية دولية.

من جهته، يؤكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن منع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هو أولوية الحكومة.

ويضيف أن الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمر عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه.

“السلوك الإسرائيلي يُعزّز فرضية حزب الله”

يقول الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله إن كان هدف عملية الاغتيال تفكيك منظومة حزب الله، فإن منظومة القيادة والسيطرة ترمم وبشكل سريع، وإن حزب الله أو أي حركة مقاومة قادرة على الترميم وإعادة بناء هيكلها بشكل سريع جدًا.

ويرى نصر الله في حديثه للتلفزيون العربي من بيروت، أن ما تقوم به إسرائيل يعزز فرضية حزب الله في داخل لبنان، ويقلل من فرضية معارضيه الذي يرون أن عملية نزع سلاح الحزب هي مقدمة لاستقرار لبنان.

ويشير إلى أن حزب الله سيبني موقفه على أسس عدة، منها: الواقع الإقليمي، والواقع اللبناني، وحسابات الرد، مؤكدًا أن السلوك الإسرائيلي يهدف إلى إحداث متغيرات سياسية داخل لبنان، وهو ما يتبناه الأميركيون.

“قبول الورقة الأميركية جزء من الخلل”

تتصرف إسرائيل وكأنها منتصرة وقادرة على كسر لبنان أكثر، وفق ما يعتقد الخبير بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، موضحًا أن ما يعزز الموقف الإسرائيلي هو مجموعة من المتغيرات، أهمها الموقف الأميركي المنسجم مع موقفها تجاه حزب الله.

ويجزم شديد الذي تحدث للتلفزيون العربي من الخليل، بأن جزءًا من الخلل الحاصل “نابع من قبول لبنان بورقة الضمانات الأميركية التي منحت إسرائيل حرية العمل العسكري والأمني، وهي لا ترى أنها تخرق اتفاق وقف النار وإنما تقوم بتنفيذه”.

ويؤكد أن تل أبيب “تريد الذهاب إلى جولة جديدة من المواجهة الكبيرة”، لكونها تدرك أن المواجهة مسألة حتمية، وأن توقيتها اليوم أفضل من أي وقت لاحق.

“نشهد نقيض كلام ترمب في لبنان”

وبشأن التضارب الحاصل عن إبلاغ تل أبيب لواشنطن باغتيال الطبطبائي، يوضح الباحث السياسي والقانوني ريتشارد غودستين من واشنطن أن “نتنياهو يعتقد أن بإمكانه القيام بما يحلو له في المنطقة، وأن ترمب سوف يبارك ما يقوم به بعد تكشف الحقائق”.

ويلفت غودستين في حديث للتلفزيون العربي، إلى أن ترمب يتحدث من جهة عن السلام في أنحاء العالم وفي الشرق الأوسط خصوصًا، بينما ما نشهده في لبنان نقيض ذلك.

ويختم أن “لبنان حجّم بعض الشيء بعد الحرب الأخيرة، وأن إسرائيل أظهرت قدرتها على الهيمنة عندما واجهت حزب الله”.